من جديد تهدر ميليشيا الحوثي فرص السلام، وتحبط كل الخطط الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب واستعادة السلام من خلال التصعيد في جبهات الساحل الغربي والإصرار على تقييد عمل المنظمات الإغاثية ونهب مخصصات الفقراء.

وبعد ساعات على تأكيد المبعوث الدولي مارتن غريفيث أن اليمن سيعود قريباً إلى وضعه الطبيعي وإعلانه انخفاض مستوى العنف والخروقات في الحديدة بنسبة تصل إلى 80%، أقدمت ميليشيا الحوثي على استهداف مدينة المخا ومقر إقامة ممثلي الجانب الحكومي في لجنة إعادة الانتشار بمحافظة الحديدة بثلاثة صواريخ باليستية وأربع طائرات مسيرة.

إفشال

الميليشيا التي تعمل على إفشال أي جهد لإحلال السلام كانت استبقت تقديم المبعوث الدولي إفادته إلى مجلس الأمن الدولي باعتراض سفينتين كوريتين وقاطرة سعودية في سواحل الحديدة في خطوة تهدد حركة الملاحة الدولية قبل أن تضطر للإفراج عنها واتبعت ذلك بحشد تعزيزات إلى جنوب الحديدة واستهدفت مواقع القوات المشتركة بشكل يومي في مديريات حيس والدريهمي والتحيتا.

كما أقدمت على تقييد حركة المراقبين الدوليين ومنعت مغادرتهم السفينة التي يقيمون فيها وسط ميناء الحديدة.

وفي جبهات شمال الضالع وشرق ابين دفعت الميليشيا بتعزيزات كبيرة إلى تلك الجبهات في خطوات تصعيدية غير مسبوقة ستؤدي إلى إضعاف فرص إحلال السلام وتفشل الجهود التي يبذلها المبعوث الدولي والدول الراعية للتسوية في اليمن، وهي الجهود التي كان الجميع يأمل أن تؤدي إلى اتفاق ينهي الحرب مع نهاية العالم الجاري ويجعل العام المقبل عاماً للسلام.

هجمات

ومع وصول المبعوث الدولي إلى صنعاء في مسعى للتحضير لجولة محادثات شاملة عمدت هذه الميليشيا إلى مهاجمة الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية التي رفضت إملاءات هذه الميليشيا وسطوها على الإغاثة المخصصة للفقراء والإثراء على حساب هؤلاء المطحونين بآثار الحرب التي فجرتها الميليشيا، وتسببت في جعل أكثر من عشرين مليون يمني يعيشون على الإغاثة.

سرقة اللقمة

الأمم المتحدة التي أكدت أن الحوثيين يسرقون اللقمة من أفواه الجياع كشفت عن جانب بسيط من فساد ميليشيا الحوثي والنهب الواسع للإغاثة وتوظيفها لصالح مجهودها الحربي أو لمقاتليها قوبلت بتعنت من الحوثيين، حيث خرج قادتها لاتهام المنظمات الإغاثية بالفساد وخدمة أجندات دولية إلى آخر تلك الأسطوانة التي ترددها الميليشيا كلما تم فضح لصوصيتها ونهبها.

حيث ترفض حتى الآن السماح لبرنامج الغذاء العالمي من تنفيذ مسح ميداني لتوثيق المستحقين للمساعدات ومنحهم بدل نقدي يمكنهم من شراء احتياجاتهم من المواد الغذائية بعد وقائع سرقة الميليشيا للمواد الغذائية وتقديم قوائم مزيفة بأسماء من تسلموها.

في انتظار نتائج الزيارة الحالية للمبعوث الدولي إلى صنعاء ولقائه قادة الميليشيا من أجل إنهاء الجمود في تنفيذ بنود اتفاق استوكهولم بشأن إعادة الانتشار في الحديدة وإنهاء القيود المفروضة على عمل المنظمات الإغاثية وحل مشكلة إيرادات موانئ الحديدة لدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين فإن المؤشرات تبين أن الميليشيا ستهدر فرص السلام المتاحة اليوم وستزيد من معاناة ملايين اليمنيين.