«جريدة من قلب الثورة ونبضها».. بهذه العبارة، زفّ الصحافي والكاتب المسرحي جعفر العطّار إلى «الثوّار»، عبر صفحته على «فيسبوك»، خبر صدور العدد الأوّل من صحيفة «17 تشرين» الورقيّة، والتي حملت على غلافها عنواناً عريضاً: «أنا الشعب لا أعرف المستحيل».. وفي الأسماء تكمن حكاية الانتفاضة الشعبيّة في لبنان التي انطلقت في 17 أكتوبر الفائت، وما زالت مستمرّة حتى الآن، ضدّ السلطة ورموزها.
وتضمّنت افتتاحية الصحيفة، في عددها الأوّل، الإشارة إلى أن اختيار «17 تشرين» اسماً هو للدلالة على «تاريخ ميلاد لبنان الجديد».
ووسط ترنّح الحلم وتعثّره، وصولاً إلى ولادة الصحيفة على «ضفاف ذكرى أربعينية الثورة»، والتي باتت تُوزّع مجّاناً في ساحات الانتفاضة على امتداد لبنان، كان لا بدّ من شرح إضافي من قبل العطّار، بصفته أحد المساهمين الأساسيّين في إطلاقها، إلى جانب الصحافي خالد صاغيّة والمخرج الشاب بشير أبو زيد: «16 صفحة عن أحلامنا، بدأت بسؤال: هل بإمكاننا إصدار صحيفة؟ كنّا في ساحة رياض الصلح، قبل عشرة أيام تقريباً، عندما تجاوزنا السؤال إلى مرحلة التخطيط، في ما يتعلّق بالكتابة والتحرير ورسْم الصفحات».
«الشعب يستعيد البلد» (خالد صاغيّة)، «هل نحن طائفيّون؟» (الأكاديمي إبراهيم حلاوي)، «كلّنا مقاومة!» (فنّان الراب بو ناصر الطفّار)، ليخلص جعفر العطّار في مقالته إلى نتيجة مفادها «لا ربّ لهذا البيت».. كما تضمّن العدد الأوّل صفحة بعنوان «رسالة من تجارب الثورات العربيّة». كذلك، حجزت الشعارات والهتافات الأكثر شعبيّة مكاناً لها في الصحيفة الجديدة، متضمّنةً خريطةً عنوانها: «هرّب ثائر»، لمساعدة المتظاهرين على الهروب من ساحة رياض الصلح (وسط بيروت)، في حال شُنّت عليهم أيّة اعتداءات مفاجئة.
إلى ذلك، ومن خلال منشوره، يتابع العطّار مشيراً إلى أنّ صفحات الصحيفة، المخصّصة للمقالات والصور والأخبار المرتبطة بالثورة - الحلم على امتداد لبنان، هي مساحة مفتوحة لأقلام الثوّار وأحلامهم، وستكون ممهورة بأسمائهم الصريحة غير المستعارة، ومعاهداً إيّاهم بالقول: «كلّ ثورة ونحن أحرار».. وذلك، استكمالاً لما كان كتبه سابقاً في سياق التمهيد للخطوة اللافتة في شكلها ومضمونها: «الثورة طفلة متمرّدة، غاضبة، عفويّة، فوضويّة، حالمة.. ثورتنا لم تبدأ بعد.. طريقنا طويل.. نحن هذه الطفلة».