الخليل مدينة العنب، وهي واحدة من المدن المشهورة عالمياً بزراعة الكرمة عبر التاريخ. وفيه أشهر الأغاني بعنوان «الشهد في عنب الخليل.. وعيون ماء السلسبيل».

العنب فاكهة تراثية تواجه التحدي، لذا يحرص أهالي الخليل على إقامة فعالية سنوية لتسويق محصولهم من هذه الفاكهة الموسمية، يطلقون عليها «أيام العنب»، ويُعرض فيها العنب بأنواعه وأشكاله المختلفة.

يتميز العنب الخليلي في شكله وحجمه وطعمه، وتشكّل مساحة الأرض المزروعة بالعنب في الخليل ما يقارب 35 ألف دونم، فيما تبلغ المساحة الإجمالية في الضفة الغربية بوجه عام 53 ألف دونم، وتقدر نسبة إنتاج العنب في الخليل بـ50 ألف طن سنوياً.

أهم منتجات العنب: الدبس، العنبيّة، الزبيب، والملبن، وتكمن أهميته بأنه يحمل بين أحشائه رسائل التشبث بالأرض والصمود عليها، ودوام الإهتمام بها.

يبرز في مقدمة هذه المصاعب، جرائم المستوطنين، الذين يعادون كروم العنب، ولا يروق لهم منظر قطوفها الدانية، فيعاجلوها بالتقطيع والحرق، علاوة على مصادرة سلطات الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية الزراعية، ما يحول دون التوسع بهذا المنتج.

علاقة حب

رغم تقدمه في السن، يقضي الحاج عبد الله أبو سنينة معظم وقته في كروم العنب خاصته، ويجد في مهرجان العنب، فرصته المثالية، لعرض بضاعته، بعد أن يتفنن في طريقة تسويقها في سلال من القش، تسكب عليها جمالاً وضاء.

يقول الرجل الستيني لـ«البيان»: بعد تقاعدي من وظيفتي الحكومية، اخترت أن أتفرّغ للعناية بكروم العنب، التي تربطني بها «علاقة حب» قديمة، ورثتها عن والدي وجدّي، فأنا منذ الصغر اعتدت على العناية بهذه الكروم بتقليمها وتعشيب الأرض من حولها، وحراستها، لهذا فأنا اعتبرها جزءاً من حياتي و«معزّتها من معزّة أولادي».

شمولية

بين سلال العنب، أطلت الشابة العشرينية بيداء القواسمي، كانت تتذوق صنفاً من العنب الأحمر، موضحة أن أكثر ما راق لها من المهرجان، شموليته على المنتجات التي تحرص على التزود بها لأيام «الشتوية» خصوصاً وأن بعضها كالدبس والزبيب، معروفة بأنها تبعث على الدفء في الأيام شديدة البرودة.

أسوة بزميلتها، تتنقل روان مرقة، بين القطوف العملاقة للعنب، مؤكدة أن أكثر ما يثير اهتمامها هو ورق العنب، المعروف بـ«الدوالي» باعتبارها أكلتها المفضلة.

ولا يخلو مهرجان العنب من لمسات فنية، يحرص العارضون على إبرازها في أجنحتهم، فترى صورة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأخرى للحرم الإبراهيمي الشريف، وثالثة لقبة الصخرة، وكلها من حبات العنب، التي تجسد كذلك ألوان العلم الفلسطيني.