بينما تواصل ميليشيا الحوثي الإنكار، اجتاح وباء إنفلونزا الخنازير العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تشيع المدينة كل يوم عدداً من الضحايا، إذ سُجلت 46 حالة وفاة خلال الأسبوع الجاري، وفق ما أكده لـ«البيان» مسؤول رفيع في وزارة الصحة اليمنية. وبين الوفيات أحد العاملين في المستشفيات.
ووسط حالة من الرعب تجتاح سكان صنعاء الذين يشكون من تحول المستشفيات إلى مرتع خصب للفيروس، تصر سلطة الميليشيا على إنكار وجود الوباء وتقول إنها حمى موسمية، ما جعل النشطاء يطلبون تدخلاً عاجلاً من منظمة الصحة العالمية والمنظمات الصحية الأخرى وبلدان العالم لمنع استشراء الوباء.
وقال الإعلامي أحمد حمران إن صنعاء تمر بكارثة صحية كبيرة، ولا حياة لمن تنادي، مشيراً إلى أن أحد أصدقائه أسعف قريبه المصاب بفيروس «H1N1» ونقله على أغلب المستشفيات الحكومية والخاصة ولم يحصل على سرير فيها لأنها ممتلئة، مضيفاً أن أحد الأطباء قال له: «لا يمكنني أن أعمل أي شيء، سندخله غرفة عادية وننتظر لحين توفر سرير».
ووفق تقدير مصادر طبية، فقد تم تسجيل 400 حالة إصابة بإنفلونزا الخنازير منذ اجتياح المرض العاصمة قبل أيام، فيما بلغ معدل الوفيات يومياً أربع حالات. وقالت المصادر إن المستشفيات غير قادرة على استقبال المزيد من حالات الإصابة بالمرض. ويقول أحد السكان واسمه فوزي حزام إنه ذهب إلى أحد المستشفيات الخاصة لمراجعة طبيب.
حيث كان حديث المتواجدين في صالات الانتظار عن «H1N1»، مضيفاً أن المستشفيات تحوّلت إلى بؤرة لانتشار المرض. ويقول محمود، وهو أحد سكان صنعاء: بالأمس شيعنا امرأة من سكان حينا أصيبت بالفيروس، والجمعة الماضية أيضاً شيعنا ضحية أخرى.
وفيما يواجه أربعة ملايين من سكان صنعاء هذه الكارثة تنهمك الميليشيا في نهب أموال وزارة الصحة وتعكف على تأسيس شركات لتجارة الأدوية ومصادرة تراخيص عمل المستشفيات الخاصة والصيدليات، وفرض الضرائب والجبايات.