أمرت ميليشيا الحوثي بمنع أي أنشطة تثير الضحك أو المرح بالتزامن مع أمر آخر بتشكيل لجان تعبئة مذهبية في الأحياء السكنية في العاصمة اليمنية صنعاء، والتوجيه بصرف ربع راتب شهرياً لموظفي الدولة في مناطق سيطرتهم.

وفي تعميم وزعه المجلس الأعلى لإدارة الشؤون الإنسانية على المنظمات في محافظة إب، أمرهم بفصل الذكور عن الإناث في أي فعاليات أو تدريب، ومنع أي تعارف بين الذكور والإناث في ورش العمل أو التدريب، ومنع تبادل المعلومات الشخصية بين الجنسين، واستبعاد أي أنشطة تتطلب الاختلاط، إلا في حال كان ممكناً فصل النساء عن الرجال.

وبموجب التعميم الذي اطلعت عليه «البيان»، فقد أمر المجلس الذي شكلته ميليشيا الحوثي بهدف السيطرة على أعمال المنظمات المحلية والدولية العاملة في مجال الإغاثة، أمر هذه المنظمات باستبعاد كل الأنشطة التي تثير الضحك أو المرح أو الترفيه بين المتدربين لأنها تعمل على إذابة الفواصل وتلاشي موانع الحياء بين النساء والرجال، بحسب التعميم.

وزيرة حقوق الإنسان السابقة حورية مشهور، أعربت عن دهشتها من هذه التعليمات، وقالت إنها وقبل أكثر من 15 عاماً كانت وزميلات لها من منظمات دولية يجوبون مدن وقرى اليمن⁩ كافة للتدريب في مجال التخطيط والتنمية أو إقامة برامج التنمية المحلية، حيث كانت الدورات مختلطة للرجال والنساء. وتضيف: اليوم والعالم يتقدم على نحو متسارع فيما يشدنا ⁧‫الحوثيون ‬⁩عقوداً إلى الوراء. وعدّت ذلك تدميراً وهدماً لكل ما تم بناؤه.

وعلى صعيد متصل، أمرت أمانة العاصمة صنعاء مسؤولي الأحياء بتشكيل مجالس مذهبية من سبعة أشخاص، بهدف تأصيل ما أسموه «الهوية الإيمانية»، بهدف نشر الفكر الطائفي وحصر الأنصار والمؤيدين لهم، بالتزامن مع التحضير لمسح سكاني في المدينة بهدف معرفة توجهات السكان، وحصر مناطق تواجدهم ومراقبة تحركاتهم.

وقال السفير مصطفى نعمان إن هذا التعميم هو بالضبط ما تفعله سلطات أي نظام متسلط، مؤكداً أن إيمان الناس ليس مسؤولية أحد على الأرض.