بالرغم من المعاناة التي يعيشها الطلاب اليمنيون، فإن هناك نماذج تستحق التوقف حاولت كسر قيود الحرب وترك بصماتهم للتخفيف من المعاناة وتدني الخدمات، حيث استطاع طلاب من جامعة تعز قسم الكيمياء الصناعية ابتكار آلية لتحويل المخلفات البلاستيكية إلى وقود الديزل الذي يمكن استخدامه كمصدر للطاقة.

جهود حثيثة وبحث وابتكار رغم كل المعاناة والحرب الدائرة على أطراف مدينة تعز المحاصرة من ميليشيا الحوثي منذ 4 سنوات، استطاع هؤلاء الطلاب التميز وإنجاح مشروعهم وإنتاج وقود الديزل من نفايات البلاستيك، وتكللت كل هذه الجهود بحصولهم على المركز الأول على مستوى جامعة تعز وتأهل المشروع إلى التصفيات الإقليمية لجائزة هولت برايز العالمية 2020م للمشاريع الجامعية.

وفي شرح آلية عمل المشروع تحدث حسين الصبري لـ «البيان» وهو أحد الطلاب المنفذين للابتكار، قائلاً إن المشروع يعتمد على التخلص من مخلفات البلاستيك من خلال تفكيك ذرات السلسلة الكربوهيدرونية للبلاستيك وباستخدام عامل محفز والحرارة يتم تحويل البلاستيك إلى روابط هيدروجينية قصيرة والتي من خلالها تتكون مادة الديزل. وأضاف «إن الميزة الأكثر ابتكاراً في المشروع هو المادة المحفزة التي تساهم في تفكيك ذرات البلاستيك واستخراج الديزل النقي الذي يمكن توفيره بسهولة وبكميات كبيرة تختلف عن أي ابتكارات سابقة».

واكد الطلاب المنفذون للمشروع أنه تم إرسال عينات من الديزل المنتج إلى مختبرات متخصصة وتم الحصول على نتائج إيجابية عن الديزل المستخرج، وحصل على علامات ممتازة من حيث النقاوة والترابط مع مادة الديزل المستخرج من الأرض.

وقال عمر الحيدري إنه وزملاءه يطمحون إلى الفوز بالمسابقة والحصول على الجائزة من اجل تطوير مشروعهم وتحويله إلى منظومة متكاملة يستطيعون من خلالها الإنتاج الكافي للديزل بكميات يمكن توفير الاحتياجات السوقية في المدينة والمساهمة في التخفيف من الأزمات المستمرة في الوقود، خاصة في ظل والحصار الحوثي. ويحاول الطلاب من خلال مشروعهم إيصال رسالة على حد وصفهم وهي أن الطالب اليمني قادر على الإنجاز رغم المحبطات والحرب الدائرة في اليمن عموماً وتعز خصوصاً.

وتحدث أ.د. نيازي العريقي المشرف على الطلاب لـ«البيان» أنه كانت هناك حاجة ملحة للمشروع حيث تبلغ المخلفات الأسبوعية للبلاستيك في مدينة تعز فقط 7 أطنان في الأسبوع الواحد، وللمشروع دور اقتصادي وبيئي في آن واحد وهو توفير وقود الديزل وكذلك التخلص من مادة البلاستيك الملوثة.