هجمات متبادلة بين كتائب حزب الله الموالية لإيران، والقوات الأمريكية في العراق، حيث باتت أرض الرافدين أرض مواجهة مفتوحة بين أمريكا ووكلاء إيران، فقد أفادت مصادر عراقية بسقوط ما بين سبعة إلى 11 صاروخاً من نوع كاتيوشا على معسكر التاجي، الذي يضم قوات عراقية ومستشارين ومدربين من قوات التحالف الدولي شمالي بغداد، وذلك بعد قصف أمريكا مواقع لـ«حزب الله» العراقي، وقالت إنه «استهدف مرافق لتخزين الأسلحة، من أجل تقليل قدرتها بشكل كبير على شن هجمات في المستقبل ضد قوات التحالف».

الهجوم هو الثالث والعشرون منذ نهاية أكتوبر ضدّ مصالح أمريكية في العراق، والثاني هذا الأسبوع، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على القاعدة العسكرية، لكنّ واشنطن عادة ما تتّهم الفصائل الموالية لإيران بشنّ هجمات مماثلة.

وأكدت مصادر طبية وأمنية، إصابة جنديين من قوات الدفاع الجوي العراقي على الأقل بجروح في هجوم، أمس، وتؤكد القوات العراقية، التي تستند إلى دعم التحالف الدولي في محاربة فلول المتطرّفين على أراضيها، أنها لم تتمكن أبداً من كشف هوية المهاجمين، رغم إعلانها في كل مرة عن ضبط منصة الصواريخ.

وأشار قائد المنطقة المركزية الجنرال كينيث ماكنزي في حديث لأعضاء لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ، إلى أن «كتائب حزب الله» هي التنظيم الوحيد الذي يملك القدرات على شنّ هذه الهجمات.

من جهته، لفت وزير الدفاع مارك إسبر، إلى أن «الولايات المتحدة لن تتسامح مع الهجمات على شعبها ومصالحها أو أصدقائها»، وأضاف أن كل الخيارات على الطاولة، وأنه تحدّث إلى الرئيس دونالد ترامب وحصل على «تفويضه للقيام بما هو ضروري».

ويرى الكثير من الأمريكيين في الإدارة الحالية وخارجها، أن الولايات المتحدة بذلت المليارات والكثير من الضحايا والوقت في العراق، وليس من العقلاني ترك الميدان لإيران فتزيد توسعها وتستغل العراق لكسر طوق العقوبات المفروض عليها.

وفي حين تتمتع إيران بعلاقات وطيدة مع ميليشيات الحشد الشعبي، وهي في أغلبيتها الساحقة مجموعات تابعة لها، يردّ الأمريكيون بعلاقات وطيدة مع الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب وغيرها من القوات الحكومية العراقية، بالإضافة إلى علاقات تاريخية ومتينة مع البيشمركة العراقية، ويرون في كل هذه القوات عناصر صديقة توازي النفوذ الإيراني، وتريد الإبقاء على الحضور العسكري الأمريكي إلى جانبها في العراق.

والآن يريد الأمريكيون رؤية حكومة عراقية جديدة، تستطيع أن تدخل الإصلاحات المطلوبة، وتتجاوب مع مطالب المتظاهرين، الذين خرجوا إلى الشوارع في الخريف الماضي، وأكثر ما تظاهروا ضدّه كان الفساد في الحكومة وتسلّط الإيرانيين على القرار العراقي.