حولت ميليشيا الحوثي مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف إلى مدينة أشباح ومركز للقمع والاعتقالات بعد أن استباحت المدينة وسكانها منذ اقتحامها مطلع الشهر الجاري، وحولت المؤسسات التعليمية إلى سجون وثكنات عسكرية.
ووفق ما أكده فارون من جحيم القمع فإنهم فروا بأنفسهم وأسرهم من جحيم القمع والنهب الذي تمارسه ميليشيا الحوثي في المدينة، حيث وصلوا ضمن آلاف الذين نزحوا من المدينة عقب اقتحامها، وقالوا إن أكثر من ثلاث عشرة مؤسسة تجارية تعرضت مستودعاتها للنهب والسرقة منذ اجتياح المدينة وإن الدكاكين والمحلات الصغيرة أصبحت بيد عناصر الميليشيا، التي أخذت ما بداخلها من بضائع من دون مقابل.
ويقول ياسر علي لـ«البيان» إنه كان يملك محلاً تجارياً في المدينة وبعد أيام قليلة من اقتحام الميليشيا وهروب الآلاف من السكان والنازحين فيها نحو محافظة مأرب تمت استباحة المحلات التجارية والدكاكين وحتى منازل من يشتبه في أنه يؤيد الشرعية، مبيناً أن دكانه تعرض للنهب بشكل كامل، حيث استولى عناصر الميليشيا على كل البضائع التي كانت بداخله، وأنه تمكن من الفرار مع أسرته إلى محافظة مأرب ناجياً بحياته من القمع والتعذيب والاعتقالات التي تنفذها عناصر الميليشيا.
ووفق ما رواه ياسر ونازحون آخرون فإن الميليشيا المسنودة بجهاز المخابرات النسائية داهمت أكثر من 80 منزلاً في المدينة وتم الاستيلاء على بعضها، كما أخضعت سكان البعض الآخر للتفتيش والنهب، والاستجواب بصورة مخالفة للقانون وحولت البعض إلى مقرات لأنشطتها الطائفية.
وحسب تأكيدات هؤلاء فإن ميليشيا الحوثي حولت كلية العلوم الإنسانية الوحيدة في المحافظة إلى سجن للمعارضين، ومركز للاستجواب مع مواصلة حملة الدهم والاعتقالات، وجزء منها ثكنة عسكرية.
وأوضحت المصادر أن تواصل حشد المقاتلين إلى الجوف بعد استعادة قوات الشرعية منطقة اليتمة والمهاشمة في مديرية خب الشعف، وفي الوقت نفسه صعدت من عملياتها القتالية في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب، التي لا يزال جزء من سلسلة جبال هيلان تحت سيطرتها، وبهدف تخفيف الضغط على عناصرها في محافظة الجوف.