بعد أن استنفدت ميليشيا الحوثي ابتزاز اليمنيين تحت حجة مواجهة فيروس «كورونا»، بدأت باستخدام الجائحة في مواجهة المنظمات الإغاثية الدولية، حيث قررت منع جميع العاملين في كل المنظمات الأجنبية من التحرك أو العمل ومطالبتها بتقديم المساعدات لها.
وفيما كان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مايكل لوكوك يطلب من مجلس الأمن الدولي الضغط على ميليشيا الحوثي لوقف تدخلها في عمل المنظمات الدولية، وإعطاءها حرية الحركة وإنهاء العقبات أمام إيصال المساعدات لمستحقيها، ردت هذه الميليشيا وأمرت جميع العاملين في المنظمات البقاء في منازلهم ومنعتهم من التنقل.
توظيف
خطابات ما يسمى المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التي اطلعت عليها «البيان» تكشف كيف توظف هذه الميليشيا جائحة «كورونا» للابتزاز، ففي صباح الجلسة المقررة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن أرسل سكرتير مجلس الشؤون الإنسانية خطاباً إلى كافة المنظمات الزموهم فيه بمنح جميع الموظفين المحليين إجازة عن العمل حتى الأحد.
وبعد ذلك بساعات وجهت الميليشيا خطاباً آخر إلى ممثلي المنظمات الدولية بإيقاف تحركات المنظمات بين المحافظات، ومنع تواجد الموظفين المحليين والأجانب العاملين في المنظمات الدولية والأممية بمكاتبهم في العاصمة صنعاء ابتداءً من الخميس وإلى أجل غير محدد لعدم كشف تلاعبات الحوثيين بالمساعدات.
تخفيض المساعدات
ولأن هذه الخطوة أتت بعد أيام من تخفيض المساعدات في مناطق سيطرة الميليشيا إلى النصف فقد أكدت مصادر متعددة في صنعاء لـ«البيان»، أن الهدف هو ابتزاز المنظمات الدولية، إذ إنه وبعد خمسة أسابيع على إغلاق المطارات وإيقاف الرحلات الخاصة بالأمم المتحدة تحججت الميليشيا بأن هناك ثلاثة من العاملين يشتبه بإصابتهم بفيروس «كورونا»، ومع هذا قامت المنظمة الأممية بقطع الطريق على هذا الابتزاز، وأخضعت الموظفين الثلاثة لفحص متعدد وأظهرت النتائج خلوهم من الإصابة.
تسجيلات
وإذ سبق هذه الخطوات تهديد الميليشيا بنشر تسجيلات مصوّرة للمحادثات التي تمت مع ممثلي برنامج الغذاء العالمي بخصوص وضع حد لسرقة المواد الإغاثية، واستبدال المواد الإغاثية بمبالغ نقدية، فإن الميليشيا أبلغت المنظمات أنها بصدد وضع آلية جديدة للتعامل مع المراسلات الرسمية، وطلبات التصاريح والفيز وغيرها.
ووفق عاملين لدى المنظمات الدولية في مناطق سيطرة الميليشيا فإنها كثفت من ضغوطها والقيود التي تفرضها على العمل الإغاثي مع إعلان برنامج الغذاء العالمي خفض المساعدات إلى النصف رداً على القيود التي تفرضها هذه الميليشيا على عمل وتحركات المنظمات الإغاثية، ومصادرة والاستيلاء على كميات كبيرة من المساعدات أو وضع قيود على توزيعها.
وتوقع هؤلاء أن تعمد الميليشيا إلى الاستمرار في ابتزاز المنظمات الأممية، واستخدام مثل هذه القضايا للمساومة على تخفيف القيود المفروضة على عملها، حيث تستخدم ملايين من الجوعى اليمنيين وسيلة لابتزاز العالم بهذه الورقة الإنسانية.