بعيداً عن ضجيج الحرب وآلامها، وعزلة كورونا وهواجس الوباء، تعكف اليمنية صفاء عبدالرحمن، داخل معملها الخاص بالأحجار الكريمة في صنعاء القديمة، على تنقية الخامات وفرزها ومن ثم تشكيلها قبل نقلها للعرض في المحل الذي تديره في نفس المبنى العتيق الخاص بالمشغولات اليدوية.
المرأة ذات الـ30 عاماً وهي أمٌ لطفلين، ارتبطت بعلاقة عشق مع الأحجار الكريمة وتشكيلها، ورغم أنها تزوّجت عند إكمالها المرحلة الثانوية، فإن طموحها جعلها تبحث عن فرصة لنجاح مشروع خاص بها.
وفي إحدى المرات سمعت عن دورة خاصة بتعلم كيفية تشكيل العقيق الذي يشتهر به اليمن. وتشمل الدورة كذلك كيفية تطعيم العقيق بالذهب والفضة ونظمتها «اليونسكو» بالتعاون مع وزارة الثقافة اليمنية في العاصمة صنعاء، فقررت الالتحاق بهذه الدورة. فوجئت صفاء بأن الملتحقين بالدورة في المجمل من الذكور، فهذه الحرفة كانت حكراً على الذكور. ولكن إرادة صفاء كانت قادرة على الانتصار، حيث أقنعت القائمين على التدريب بفتح الباب أمام الإناث للالتحاق بالدورة، وكانت مع رفيقة لها الوحيدتين وسط الذكور. أكملت الدورة وحصلت على المركز الأول فكرمتها وزارة الثقافة بوظيفة إدارية تحصل منها على مكافآت بسيطة.
لا إحباط
لم تحبط المكافأة البسيطة صفاء التي استغلتها في سمسرة الفضة لتحسين دخلها من خلال إنتاج بعض الحلي وبيعها.
وبعد أن أصبحت تدير محلاً ومعملاً لتشكيل العقيق والفضة، تقول: لم أكتفِ بالعمل بل أردت دراسة كيفية استخراج العقيق وكيفية التعامل معه بحرفية ومن ثم العمل عليه.
وتتذكر الصعوبات التي واجهتها من بعض الرجال العاملين في نفس المكان، الذين لم يتقبلوا في البداية وجود امرأة تعمل في هذه الحرفة. ولكنها الآن تشعر بالسعادة لأن الجميع بات يتعامل معها كـ«أخت رجال».