شكّل الظهور المفاجئ للأوبئة الفتاكة في اليمن بما فيها جائحة فيروس كورونا المستجد والملاريا، أملاً بإمكانية ذهاب أطراف الصراع إلى اتفاق لوقف القتال والدخول في محادثات سياسية تنهي خمس سنوات من الحرب التي أشعلها انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية.

المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث المدعوم بقوة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، سلم الحكومة الشرعية والميليشيا نسخة معدلة بمقترحاته الخاصة بوقف القتال والتدابير الإنسانية والمطلوبة في هذه المرحلة، وتعهد الأطراف بالذهاب مباشرة إلى محادثات الحل الشامل. ووسط الجائحة فإن آمال السلام أسيرة تعنت ميليشيا الحوثي التي لم تعلن حتى اللحظة موقفاً إيجابياً من الخطة، كما تخفي الأعداد الحقيقية لإصابات فيروس كورونا والوفيات.

وفي خطوة اعتبرت مؤشراً لإمكانية تحقيق تقدم في هذا الجانب، ناقش المبعوث الأممي مارتن غريفيث ومعه منسقة الشوون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، وممثل منظمة الصحة العالمية، لطيف موساني مع الحكومة اليمنية، سبل توحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا، والتحديات والعوائق القائمة في هذا الجانب، ومجالات الدعم الملحة في الوقت الحالي لدعم القطاع الصحي وحماية العاملين على مواجهة الوباء من أطباء وممرضين ومتطوعين وعمال، وتنسيق الجهود لتوعية المجتمع، والشفافية في التعامل مع الوباء.

الحكومة التي شكت من نقص شديد في التمويل، اقترحت صياغة آلية تسمح بإعادة جدولة الأولويات، وتخصيص الدعم نحو مواجهة هذه الجائحة التي تهدد حياة آلاف اليمنيين، خاصة وأن القطاع الصحي فقد كثيراً من قدراته خلال السنوات الماضية نتيجة الحرب التي أشعلتها الميليشيا.

وفي ظل عجز واضح في تحديد ماهية الأوبئة التي تجتاح عدن ولا القدرة على معالجتها، طلبت الحكومة من المجتمع الدولي دعم جهود مواجهة عدد من الأوبئة التي تفشت في المدينة وغيرها. وقالت إن الأولوية في الوقت الراهن هي لعملية إصحاح بيئي واسعة لمنع تفشي الأوبئة.

ووسط تأكيدات مصادر طبية إصابة العشرات ووفاة آخرين بسبب انتشار فيروس كورونا في صنعاء وأربع من المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيا، جدد المبعوث الأممي موقفه القائل بأنّ التعامل مع الأزمة الإنسانية ومخاطر انتشار وباء كورونا في اليمن تحتاج إلى وضع سياسي مساعد، مشدّداً على ضرورة الوصول بسرعة إلى وقف شامل لإطلاق النار.