واصلت ميليشيا الحوثي التصعيد في كل الجبهات في أول أيام عيد الفطر المبارك، لاختلاق العراقيل أمام الاتفاق الذي تسلّمته قبل أسبوعين، فيما أكدت الحكومة الشرعية في اليمن قبولها بخطة وقف إطلاق النار التي اقترحها المبعوث الدولي مارتن غريفيث.
ووفق ما أكده اثنان من المسؤولين اليمنيين لـ«البيان»، فإن الشرعية وبعد مناقشة المقترحات التي قدمها المبعوث الدولي مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، أبلغت المبعوث الدولي مطلع الشهر الحالي موافقتها على النسخة المعدلة من خطة وقف إطلاق النار، والتي تنص على وقف شامل لإطلاق النار، وتشكيل لجنة لمراقبة الالتزام به تضم ممثلين عن التحالف والشرعية وميليشيا الحوثي وآخرين من الأمم المتحدة، كما تنص على تشكيل وحدة مشتركة لإدارة المواجهة مع جائحة «كورونا»، وفتح الطرقات كاملة بين المدن والمحافظات لاسيما منافذ مدينة تعز، وفتح مطار صنعاء للرحلات الدولية، ودفع رواتب جميع الموظفين الحكوميين والإفراج عن جميع الأسرى، واستئناف المشاورات السياسية الخاصة بالحل الشامل.
تعنت حوثي
وطبقاً لهذه المصادر وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على تلقيه موافقة الشرعية، فإن المبعوث الدولي عقد أكثر من لقاء عن بُعد مع ممثلي ميليشيا الحوثي، وكان أبدى استعداده لزيارة صنعاء رغم ظروف انتشار فيروس «كورونا» للقاء بزعيم الميليشيا لانتزاع موافقته على الخطة المعدلة، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على رد نهائي حتى أمس الأول، حيث عقد لقاء افتراضياً مع ثلاثة من المفاوضين عن الميليشيا والذين أعادوا تكرار طرح شروطهم التعجيزية برفع الرقابة على تهريب الأسلحة عبر البحر أو الجو، وكذا ما يخص خزان النفط العائم صافر والذي تآكل بسبب عدم صيانته ويهدد بكارثة بيئية إذا تسربت كمية النفط الخام الموجودة بداخله وتقدر بمليوني برميل.
مقايضة وابتزاز
المصادر أكدت أن الميليشيا تقايض الشرعية والتحالف والمجتمع الدولي بالسماح بصيانة الخزان العائم في مقابل السماح لها ببيع كمية النفط التي بداخله، واستئناف ضخ النفط من حقول مأرب إلى الخزان، وفي حال لم توافق فإنها ستتركه يتآكل ويتسرب إلى البحر متسبباً بأكبر تلوث بحري.
وبالتوازي مع ذلك، واصلت ميليشيا الحوثي تصعيدها العسكري في مختلف الجبهات، حيث هاجمت مواقع قوات الجيش في مديرية حرض ودارت معركة استمرت عدة ساعات انتهت بالتصدي لهجوم الميليشيا، بعد أن خسرت عشرات القتلى. وهاجمت الميليشيا مواقع القوات المشتركة في محيط مديرية الحزم عاصمة محافظة الجوف ومواقعها في مديرية نهم وفي محافظة الضالع.
وفي الساحل الغربي، ذكرت القوات المشتركة أنها صدت هجوماً للميليشيا في أول أيام عيد الفطر المبارك، واستهدف مواقعها في منطقة كيلو 16 وهي المدخل الأساسي لمدينة وميناء الحديدة.