في ظل ظروف الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الإيرانية ومن عمق المعاناة ووسط ظروف بالغة القسوة تغلبت اليمنية سميرة وهي شابة تعول ثلاثة أطفال على كل الصعاب وتمكنت بإرادتها القوية أن تكون صانعة الفرح لأسرتها الصغيرة التي فقدت معيلها في سن مبكرة وللمحيطين بها الذين يرون فيها عنواناً للنجاح خاصة

قبل أعوام أفاقت سميرة عبدالله على واقع مختلف وعالم موحش لمرأة مجردة من كل إمكانات مواجهة متطلبات ثلاثة أطفال في واقع صعب وظروف بائسة إذ فقدت زوجها بنوبة قلبية مفاجئة وهي في الـ27 من عمرها، تاركاً وراءه هذه المرأة الشابة وثلاثة أطفال أكبرهم لا يزيد عمرهم على ستة أعوام.

تقول سميرة: «تغيرت حياتنا فجأة فبعد أن كنّا نسكن في شقة متوسطة الحجم سكنا أنا وأبنائي في شقه أشبه بالملحق، ولأني لم أكمل تعليمي الثانوي ولا أجيد أي حرفة فقد كان الوضع في بدايته قاسيا وصعبا، أعادت لها أيام طفولتها الحزينة حين فقدت والدها وتزوجت أمها مرة أخرى، وعاشت متنقلة بين بيوت إخوتها».

مبالغ بسيطة

عرفت سميرة بين جيرانها ومعارفها بقدرتها على صناعة الحلويات، ولهذا في كل مناسبة يتم الاستعانة بها لصناعة الحلويات سواء في حفلات الزفاف أو في احتفالات أعياد الميلاد أو حفلات المدارس، وتحصل مقابل ذلك على مبالغ مالية بسيطة، وتحولت الإشادة المتواصلة من الجيران وغيرهم بجودة الحلويات التي تصنعها إلى ملهم لمشروعها الخاص.

من مطبخها المتواضع والبسيط، عرضت على أصحاب المناسبات أن تقوم هي بتحضير كل متطلباتهم من الحلويات وأن تبيعها لهم بسعر أقل مما يباع في المحلات. وعلى استحياء بدأت تخط طريقاً آخر للسعادة والنجاح بمساندة أبنائها، ولكنها كانت تظن أنهم يشترون منها من أجل مساعدتها لا لأنها تجيد صناعة مختلف أطباق الحلوى.

مع الأيام ذاع صيتها ووصلت حلوياتها ومعجناتها كل بيت وأبرمت عقوداً مع محلات لبيع الحلويات ومحلات البقالة، حيث توزع حلوياتها على هذه المحلات لتبيعها مقابل نسبة عمولة، عادت من جديد لتسكن شقة تليق بها وأبنائها الذين التحقوا بالمدارس، وطورت المطبخ بمستلزمات أكبر لصناعة الحلويات وباتت شهرتها تسابقها في الحي الذي تسكنه ولدى محلات بيع الحلويات والمعجنات.