بحث الجيش الوطني الليبي، في اجتماع حضره قائد الجيش، المشير خليفة حفتر، الخطط العسكرية للمرحلة المقبلة، في ظل رفض حكومة السراج في طرابلس، المبادرات السلمية.

حيث أكد حفتر، في اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة، أن الميليشيات المدعومة من تركيا، تعمل على إحداث فراغ أمني جنوبي ليبيا، ليملأه الإرهاب، داعياً إلى المقارنة بين الأوضاع المستقرة والهادئة في مناطق سيطرة الجيش الوطني، وبين غربي ليبيا، الذي يعمه الفوضى والإرهاب، وتهريب البشر إلى أوروبا.

وأكد القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، أن مهمة الجيش، هي بسط السيطرة الكاملة على كل الأراضي الليبية، مشيراً إلى أن الجيش عندما قام، لم يقم لإنهاء مشكلة مؤقتة. وأضاف في كلمة أمام المئات من الجنود، خلال جولته التفقدية لعدد من معسكرات الجيش في بنغازي، بثها التلفزيون الليبي، مساء أول من أمس، أن كل الأراضي الليبية، يجب أن تخضع للجيش الوطني.

وأردف: «هذه هي مهمتنا». وعقد المشير حفتر، أمس، اجتماعاً برؤساء الأركان ومديري الإدارات بالقيادة العامة، وأمراء غرف العمليات العسكرية، وقال مكتب إعلام القيادة العامة، إنه تم خلال الاجتماع، استعراض ومناقشةُ عدد من الملفات الهامة المتعلقة بمهام القوات المسلحة الليبية في كافة الاتجاهات، كما تم طرح الترتيبات والخطط اللازمة للمرحلة القادمة.

ولا يزال القصف الجوي الذي استهدف الدفاعات الجوية ورادارات التشويش وغرفة العمليات التركة في قاعدة الوطية، غربي طرابلس، يلقي بظلاله على مجريات الأحداث في ليبيا، بعد أن اعترف به نظام أردوغان، وحكومة فائز السراج، وبالخسائر الفادحة الناتجة عنه.

تهديد السلم

وفي اتصال بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أبرز حفتر، أن ليبيا تتعرض لتصعيد عسكري، بأسلحة خطيرة ومتطورة، وغزو تركي، يعرض ليبيا والمنطقة لأزمة حقيقية، ويهدد السلم الدولي، مشيراً إلى أن ما يسمي بحكومة السراج، تعمل على زعزعة الجنوب الليبي، وأن منطقتي شرقي وجنوبي ليبيا، آمنتان ومستقرتان، بعد سيطرة قوات الجيش الوطني، الذي يعمل على استتباب الأمن، مضيفاً أن غربي ليبيا غير مستقر، وتعمه الفوضى، وتنتشر فيه الميليشيات والمجموعات الإرهابية والمرتزقة، في ظل غزو تركي سافر.

وأكد أن مناطق سيطرة الجيش الوطني، لا تشهد أي عمليات هجرة غير شرعية، لعدم وجود تجار للبشر، ولوجود مؤسسات قضائية وقانونية وأمنية، وأن الجيش الليبي يستمر في محاربة الإرهاب، لمنع وجود أي فراغ قد تستغله المنظمات الإرهابية.

كما أن تلك المناطق، لا تشهد عمليات انتشار السلاح، لأنها بيد السلطات المخولة به رسمياً، مشيراً إلى أن الجيش الوطني الليبي، يعمل على استقرار الجنوب وتأمينه، ومحاربة الإرهاب، بالتعاون مع العديد من الدول، وذلك لعدم السماح بوجود فراغ أمني، يمكن التنظيمات الإرهابية من العودة.

تعزيزات عسكرية

وذكرت مصادر عسكرية لـ «البيان»، أن الجيش الوطني الليبي، وضع جميع قواته في حالة استنفار قصوى، وأرسل تعزيزات ضخمة لجبهتي المواجهة في سرت والجفرة، كما عزز صفوف قواته في مناطق الجنوب.

كما قام الجيش بتثبيت منظومة متطورة للدفاع الجوي، حول قاعدتي الجفرة وسرت العسكريتين، بهدف التصدي لأي عدون محتمل من قبل الأتراك، رداً على قصف قاعدة الوطية المتاخمة للحدود مع تونس، والذي اعتبره المراقبون ضربة موجعة لأردوغان وحلفائه.

حراك شعبي

في الأثناء، قالت الحكومة الليبية، التي تتخذ من شرقي البلاد مقراً لها، إنها تابعت باهتمام بالغ، خروج عشرات الآلاف من المواطنين، مساء الأحد، في مدينة بنغازي، لرفض الاحتلال التركي، الذي جثم على عدد من مدن ومناطق غربي البلاد.

وأكدت في بيان لها، أمس، أنها تثمن هذا التحرك الشعبي العفوي، تؤكد للعالم أجمع، وقوفها خلف شعبها في هذه المطالبات المشروعة، وتدعو المجتمع الدولي، للتحلي بمسؤولياته حيال رفع العدوان عن ليبيا.

وتظاهر آلاف المواطنين، الأحد، في بنغازي، تنديداً بالاحتلال التركي لليبيا، ودعماً للقوات الليبية في حربها على الإرهاب، والميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا، والمرتزقة السوريين.

وتزامنت المظاهرة الحاشدة، مع الذكرى الثالثة للإعلان عن تحرير مدينة بنغازي من الجماعات الإرهابية، في الخامس من يوليو 2017.

وقال المتظاهرون، في بيان موجه للرأي العام، في الداخل والخارج، إن ليبيا دولة واحدة وموحدة، وأن النظام التركي لن يفلح في تقسيمها، مؤكدين أن ليبيا لن تكون إمارة إخوانية أو إرهابية في المنطقة، وأنهم يعلمون علم اليقين، أن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وأردوغان، وجهان لعملة واحدة.