بدأت الحياة تعود مجدداً اليوم الأربعاء إلى العاصمة السودانية بعد إغلاق دام قرابة ثلاثة أشهر بسبب فيروس «كورونا»، وعادت حركة السيارات إلى شوارع الخرطوم، وفتحت المحال التجارية والمطاعم أبوابها منذ الصباح، وأزالت الشرطة الحواجز التي كانت أقامتها في الشوارع الرئيسية لمراقبة حظر التجوال الذي فرض منذ السادس عشر من أبريل الماضي.
وأعلنت السلطات السودانية إنهاء الإغلاق الكامل الذي استمر 84 يوماً، مع الإبقاء على حظر التجوال أثناء ساعات الليل وإغلاق صالات الأفراح والجامعات. ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، أن ساعات الحظر تبدأ من السادسة مساءً حتى الخامسة صباحاً، مؤكداً أن صالات المناسبات والتجمعات لا تزال متوقفة حتى نهاية أغسطس، كما أعلن العودة التدريجية للمؤسسات الحكومية اعتباراً من الأحد المقبل.
وبلغ عدد إصابات الفيروس في السودان، بحسب الأرقام الرسمية، 9997 بينها 662 وفاة. لكن مع بداية عودة الحياة إلى طبيعتها يشكو السودانيون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية .
كما يتحدث التجار عن تلف لبضائعهم أثناء الإغلاق. وبلغ سعر كيلو الطماطم 200 جنيه سوداني (حوالي دولارين أمريكيين) مقارنة بخمسين جنيهاً (50 سنتاً) قبل فرض الإغلاق في أبريل الماضي، وكيلو اللحم 600 جنيه سوداني أي ما يعادل خمسة دولارات مقارنة بـ 400 جنيه قبل الحظر (قرابة 3,5 دولارات).
وقال عبد الرحمن محمد أحمد، وهو ربّ أسرة من ستة أفراد ويعمل في مهنة حرة، «أيام الحظر طالت علينا كمواطنين والظروف المعيشية صعبة للغاية. الناس تحملوا الأيام الفائتة ولم يعد في إمكان أصحاب المهن الحرة البقاء في منازلهم».
وتعاني البلاد من ارتفاع معدل التضخم الذي بلغ 114% في مايو الماضي، وفق الإحصاءات الرسمية. وقالت سلمى عثمان وهي تتسوق لأسرتها المكونة من خمسة أشخاص، «خلال فترة الإغلاق زادت الأسعار بشكل كبير، وابتلع ذلك زيادة الحكومة للمرتبات».
وقررت الحكومة السودانية مضاعفة رواتب العاملين بالمؤسسات الحكومية خمسة أضعاف في مارس الماضي.
وقال أسامه عثمان الذي فتح محله لبيع السلع الغذائية في منطقة بحري في شمال الخرطوم، «التجار تضرروا كثيراً من الحظر، البضائع تلفت ولدينا إيجارات للمحلات لا بد أن ندفعها، وهناك عمال يريدون أجورهم. وجرّاء الحظر فقدنا أفضل موسم للتسوق وهو شهر رمضان».