استمرت ميليشيا الحوثي في حربها على الأقليات الدينية في اليمن، إذ قامت بترحيل أول دفعة من أتباع الطائفة البهائية إلى خارج البلاد، وأبلغت آخر الأسر اليهودية بضرورة مغادرة مناطق سيطرتها. وأكدت مصادر في الجامعة البهائية لـ «البيان»، أن ستة من القيادات البهائية رُحّلت قسراً من اليمن إلى إثيوبيا، تمهيداً لنقلهم إلى إحدى الدول الأوروبية، إذ أصدرت الميليشيا حكماً بالإعدام بحق أحدهم فيما ينتظر الخمسة الآخرون حكماً مماثلاً، مشيرة إلى أن المساعي التي بذلتها الأمم المتحدة مع الميليشيا أفضت إلى الموافقة على إصدار عفو عنهم مع اشتراط ترحيلهم خارج البلاد أو البقاء في السجن. ولفتت المصادر إلى أن طائرة تتبع الأمم المتحدة تولت نقل البهائيين الستة وهم حامد بن حيدرة، وليد عياش، أكرم عياش، كيفان قادري، وائل العريغي، وبديع الله سنائي الذي رافقته زوجته.
وكشفت الجامعة البهائية العالمية، عن الإفراج عن البهائيين الستة القابعين في سجون ميليشيا الحوثي في صنعاء، داعية إلى رفع كل التهم الموجهة إليهم وكل البهائيين الآخرين المتهمين وإعادة ممتلكاتهم، وحماية حقوق كل البهائيين في اليمن، والسماح لهم بالعيش دون التعرض لخطر الاضطهاد.
بدورها، رحّبت ممثلة الجامعة البهائية في الأمم المتحدة بجنيف ديان علائي، بالخطوة معربة عن بالغ قلقها مما يتعرض له البهائيون على أيدي الميليشيا، وأضافت علائي: «البهائيون يجب أن يتمكّنوا، على غرار جميع اليمنيين، من ممارسة إيمانهم بكل أمان وحرية، وفقاً للمبادئ العالمية لحرية العبادة والمعتقد، هذا غير ممكن إلا إذا أسقِطت التهم».
وأعلنت ميليشيا الحوثي أواخر مايو الماضي عفواً عاماً عن جميع السجناء البهائيين المحتجزين لديها، والإفراج عنهم بمن فيهم حامد بن حيدرة الذي صدر بحقه حكماً بالإعدام، والذي أمضى أكثر من ست سنوات في السجن تعرض خلالها للضرب والصدمات الكهربائية، وفق تأكيد الجماعة البهائية في اليمن. ووجهت الميليشيا تهماً مماثلة للتهم التي أدانت بها حيدرة، لأكثر من 20 بهائياً بينهم خمسة من قيادات الطائفة التي يقدر عدد أتباعها بخمسة آلاف شخص، بل وطالبت بحل مؤسسات البهائيين في اليمن. وقوبلت الخطوة الحوثية باستنكار واسع من الوسط الحقوقي والسياسي والثقافي في اليمن، إذ أدانوا ما أقدمت عليه الميليشيا، مؤكدين أن استمرار الميليشيا في استهداف الأقليات الدينية يعكس النهج الكارثي لها في تدمير وتمزيق المجتمع اليمني على أسس عرقية ودينية ومذهبية.