تواصل القتال في إقليم ناغورني قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان رغم توصلهما إلى 3 هدن، اثنتان بواسطة موسكو والثالثة عبر واشنطن التي حضت الطرفين أمس على الالتزام بوقف إطلاق النار.
واعترفت أرمينيا الليلة قبل الماضية بأن قوات ناغورني قره باغ انسحبت من بلدة استراتيجية تقع بين الإقليم والحدود الإيرانية، ما قد يشير لتحقق نصر عسكري لأذربيجان بعدما فشلت هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة، وقبلها هدنتان توسطت فيهما روسيا، في إنهاء القتال المستمر منذ شهر.
وسعت أذربيجان، منذ ذلك الحين لاستعادة السيطرة على الإقليم الذي يحكمه الأرمن. وأدى أسوأ قتال اندلع في المنطقة منذ عقود إلى مقتل المئات ويهدد باستدراج تركيا وروسيا إلى صراع إقليمي. وقال آرترون هوفانيسيان المسؤول بوزارة الدفاع الأرمينية في مؤتمر صحافي بوقت متأخر الليلة قبل الماضية، إن القوات الأرمنية التابعة لإقليم قره باغ انسحبت من جوبادي جنوبي الإقليم «لتجنب خسائر لا داعي لها» لكن الوضع «لم يكن خطيراً».
صعوبة الحل
ويمكن للمكاسب الأذربيجانية أن تصعّب التوصل لحل دبلوماسي. وترفض أذربيجان وتركيا أي حلول مقترحة تسمح باستمرار سيطرة الأرمن على الإقليم. وتقول أرمينيا إنها لن تنسحب من أراضٍ تعتبرها جزءاً من تاريخها الوطني، حيث يحتاج المواطنون للحماية.
واتفقت الدولتان على هدنة عندما التقى وزيرا خارجيتهما كل على حدة بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في واشنطن الأحد الماضي. لكن يبدو أن الهدنة لم تفعّل بشكل كبير، وفشلت هدنتان سابقتان توسطت فيهما روسيا.
وقالت وزارة دفاع ناغورني قره باغ في بيان، إن معارك محلية دارت في أنحاء مختلفة من الجبهة أمس. وقالت إنها سجلت مقتل 35 آخرين في صفوف قواتها ليرتفع بذلك عدد قتلاها العسكريين إلى 1009 منذ اندلاع القتال ضد قوات أذربيجان في 27 سبتمبر. وبلغ القتال أسوأ مستوى له منذ تسعينات القرن الماضي عندما سقط نحو 30 ألف قتيل.
مرتزقة
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 18 مرتزقاً سورياً موالياً لتركيا لقوا حتفهم في المعارك الدائرة في ناغورني قره باغ، إلى جانب القوات الأذرية. وأوضح المرصد أن بين القتلى قيادي من فرقة الحمزة الموالية لأنقرة. وبهذا يرتفع عدد المرتزقة السوريين الذين قتلوا في الإقليم إلى 188، منذ اندلاع الحرب في نهاية سبتمبر.
دعوة أمريكية
وحض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، قادة أذربيجان وأرمينيا على الالتزام بوقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في واشنطن وسرعان ما انهار، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية. وفي اتصالين منفصلين مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، حض بومبيو «القادة على الالتزام بتعهداتهم بوقف القتال والسعي لحل دبلوماسي للنزاع في ناغورني قره باغ»، بحسب وزارة الخارجية.
والتقى مساعد بومبيو، ستيفن بيغون بشكل منفصل في واشنطن في نهاية الأسبوع الماضي وزيري خارجية الدولتين اللذين وافقا على ثالث وقف لإطلاق نار، لوضع حد لشهر من المعارك التي خلّفت مئات القتلى.
ولكن بعد أقل من ساعة على موعد دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ، تبادل البلدان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار. وقال بومبيو للرجلين «ليس هناك حل عسكري للنزاع» بحسب بيان وزارة الخارجية.