الأزياء التقليدية كموروث وتراث وعادات تختلف في تفاصيلها وألوانها وطريقة حياكتها وأسلوب لباسها من دولة إلى أخرى، ومن شعب إلى آخر، ومسألة التمسك بها عبر الاجيال المختلفة، تتحكم فيها الثقافة العامة ومسيرة تطور المجتمع، وتحديات العصرنة والتجديد ومجابهة مسارات زمن العولمة.
فالتراث الشعبي يشكل وجدان أي أمة، ويقوي ذاكرة الناس، ويجسد كل ما يتعلق بالهوية الوطنية، خاصة اذا كان الموروث كينونة حية في نفوس وعقول الناس، ويمدها بالقدرات والطاقات الخلاقة والمبدعة التي تسهم في البناء والتنمية. وبما أن التراث هو التاريخ الذي يعيش فينا ونعيش فيه، وما وصل إلينا ممن سبقونا، أيا كان ذلك ماديا أو نظريا أو حتى سيكولوجيا وروحيا.
شعوب عديدة ودول كثيرة في العالم أجمع لاتزال تتمسك بتراثها وموروثها وعاداتها، خاصة في المأكل والملبس والفنون الشعبية وكل ما يرتبط بالأرض. الا ان الأزياء المتعلقة باللباس تتخذ منحى آخر من حيث الشكل واللون وعناصر التكوين وأسلوب الحياكة والتفاصيل الدقيقة، وذلك ما لمسناه ونستعرضه خلال استعراضنا لنماذج عدة من أقطار شتى قاومت أزياؤها تحديات العولمة باعتبارها هوية وطنية.
قرى الأردن لا تزال تتدثر الأصالة
لم تعد النساء يرتدين اللباس الوطني، بينما تدرج الرجال من القماز وغيره من الأسماء نحو الدشداشة، وحتى الأخيرة تركت لصالح البنطال، فالزي الشعبي الأردني قد تراه، لكن ليس طول الوقت. وإن كنت تراه فأنت بالتأكيد من سكان إحدى قرى الأطراف. إلا أن الجدات ظللن يتابعن لباسه وفق العادة.
بحكم طبيعة الأعمال ترك معظم الرجال ثوب أجدادهم ولبسوا »الإفرنجي«؛ البنطال والقميص. وبالنسبة للنساء فالقصة على الأغلب مرتبطة بالعمر، أولاً، وبالحالة الاقتصادية ثانياً. والفقراء هم المحافظون أكثر في هذا الجانب، أما لماذا؟ فالقصة تطول.
الشاب العشريني سمير قبيلات الذي يسكن في عمان، حيث عثر فيها على عمل وصار مضطرا لمغادرة قريته في مليح جنوب غرب العاصمة.
وهو يفرح كثيرا بالعطل الأسبوعية لأنه يذهب خلالها الى قريته، يقول: أعرف أنني اقتربت من القرية إذا ما بدأ ثوبنا التراثي يظهر في الشوارع بصفته اللباس اليومي الذي يرتديه الرجال، وخاصة من هم فوق سن الخمسين، وذلك ما ينطبق على النساء أيضا. وأعترف ليس جميع من هم في عمري يفعلون ذلك.
وينظر أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي إلى انصراف الجميع عن »ارتداء التاريخ« دون أن يرى أحدهم ذلك تعبيرا عن ترك القيم. فإيقاع الحياة يفرض نفسه على الشكل والعادات.
ولا شيء يقلق في الحالة، وإذا أردنا استعراض المسألة بصفتها هجراً للرداء التقليدي، فنحن بحاجة لأن نوسع مدى الرؤية الأفقية نحو الأمة بشتى شؤونها. ويشرح أستاذ علم الاجتماع ما يريد قوله بالتالي: إذا أردنا أن نشعر بالقلق فما علينا إلا النظر الى هجران القيم والسلوكيات الحميدة لصالح سلوك الغزاة الغربيين.
ولا مجال للمحاججة، فنحن نتحدث عن احد نواميس البشرية؛ الضعيف يقلد القوي، ونحن ضعفاء. وليس الثوب التقليدي أمرا جوهريا يمكن التوقف عنده، لو أننا لم نترك القيمة والجوهر، يقول الخزاعي فالحكاية لا تقتصر على الزي الشعبي بهجرانه الى زي خرج من رحم الشارع.
قصة معقدة
وبعيداً حيث البلاد القصية، والشمالية الباردة، يقرر لنا صاحب جنون بالموضة ما يجب أن نرتديه. هل هذا جيد؟ تقول المتخصصة في شؤون المرأة صفاء وائل: نهر السوق جارف، والتجار والسماسرة ودور الأزياء هم من يقولون لنا ما علينا أن نرتديه. إذاً القصة معقدة، تجيب عن سؤال، هل نستطيع الرفض، أم أن القطار فاتنا؟
وتستدرك قائلة: »صار لازما علينا الانصياع لأمر قائد المركبة التي وافقنا مسبقا على الصعود إليها«. وتعترف بأن دول الخليج أحرص من باقي الأمة على ارتدائها للزي التراثي. ولا أدري ما صنعوا حتى انتصروا في المعركة، لكن الخليجيين انتصروا.
والغريب ليس ذلك قول المتخصصة في شؤون المرأة فإن ارتداء الزي بات تقرره دور الأزياء والتجار. ولا يمكن أن نصدق أن المسألة اعتباطية. تقول: فجأة ترتدي النسوة شكلاً واحداً من الأثواب، وهذا ما يقرره التجار الكبار.
المجتمع القطري يجد في العبـــــاية أناقة
يظهر جلياً في قطر تمسك الرجال والشباب والنساء والفتيات بالزي الوطني في ثبات لمواجهة متغيرات العصر وتحديات موضة زمن العولمة، مؤكدين أنه يمثل أحد أوجه الموروث الثقافي للمحافظة على العراقة والاصالة بالدولة، في ظل التطور المتسارع في نمط الحياة الاجتماعية.
ويعتبرون أن زيهم له مميزاته وشكله الأنيق، ما يدفع الكثير من الأفراد غير المواطنين إلى ارتدائه والاعتزاز به.
وتشير المصممة عائشة البديد إلى أن تمسك المجتمع بالعباية المحلية لأنها تدلّ على الحشمة والوقار والأناقة في آن واحد، ولو قالت أعتبر نفسي من أوائل المصمّمات اللواتي بدأن تغيير تصميم العباية، كسرا للروتين المتحكّم في شكلها، بعدما كانت مقدّسة بحكم العادات والتّقاليد في منطقتنا التي جعلت المسّ بها أمراً مستحيلاً.
وتؤكد زميلتها ومواطنتها المصممة نور الربان أنها تعشق الموضة وتتابع بشغف عروض الأزياء العالمية، وتتأثر بالأسس العلمية التي تعطي السيطرة والتكامل والتوازن والإيقاع والنسبة والتناسب، لكي يحصل الفرد في النهاية على زي يشعره بالتناسق ويربطه بالمجتمع الذي يعيش فيه.
جزء من الهوية
ويقول المواطن سامح السعدي، هناك من يعتقد أن اللباس التقليدي لا يساعد على التطور وهناك من يرى أيضا أنه لا يصلح في أوقات العمل..
وذلك ما أعتبره حديثا خاطئاً، فالتطور في الفكر النابع من العقل لا في اللباس. وعن أسباب التقيد بالزي الوطني، يقول عبدالله العامري، التنازل عنه دون ضرورة ملحة، دلالة على خلل في التفكير يحتاج صاحبه للعلاج فالتمسك بالاصالة ترجمة حقيقية للانتماء وتجسيد قوي للهوية. والزي الوطني رمز للدولة، والأمة التي تتخلى عن تراثها، لن يكون لها أي مستقبل متميز أو قيمة.
أسباب منطقية
تعلق أستاذة علم النفس الدكتورة موزة المالكي، ان العباءة السوداء تعد زيا قطريا شعبيا يميز المرأة عن غيرها من الإناث في كافة الدول على اختلاف ثقافاتها، وعلى خلفية ذلك أحرص أنا شخصيا على ارتدائها عندما أمثل دولتي كمواطنة في أي مؤتمر من المؤتمرات التي تعقد في الدول الأخرى.
وحول استبدال بعض المواطنات »العباية« بملابس أخرى وهن في الخارج، قالت المالكي، هناك بعض الأسباب تعتبر منطقية وتفرض نفسها بحكم اختلاف المكان وظروفه ولا إشكال في ذلك طالما أن شرط الحشمة موجود.
وعن الناحية الاجتماعية يؤكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر الدكتور علي بن عبدالهادي الشاوي أن المحافظة على الزي التقليدي لكل دولة هو بمثابة تحدٍ في ظل تحديات العولمة والقنوات المفتوحة، مؤكداً أن الزي الوطني في قطر هو ظاهرة اجتماعية تتميز بها قطر عن غيرها.
جمال سداسي الأبعاد للملابس في الجزائر
تحفل الجزائر بتشكيلة متكاملة من الأزياء التقليدية العريقة والمتفردة التي تعكس أصالة الموروث المحلي المتوزع على ستة أنماط بارزة وهي: الحايك والعجار والعبروق كملابس للنساء، والعباءة، والبرنوس والقشابية للرجال، وجميعها تعاني من ويلات التغييب والتلاشي، ما فرض حراكا اجتماعيا نوعيا أخيرا لإحياء الموروث الثمين.
وأبدى مخضرمون ومخضرمات حسرتهم على حال أزياء ظلت ترتديها نسوة الرعيل الأول لتغطية أجسادهنّ ووجوههنّ، وظل منتشرا كمظهر تقليدي حتى الثمانينات لتزول بنسبة كبيرة.
وهناك أنواع من الحايك، حايك المرمى العاصمي والعشعاشي التلمساني، وهما من قطعة قماش واحدة ناصعة البياض من الحرير الخالص، وهناك حايك نصف مرمى، ممزوج بالصوف أو الكتان تستر به المرأة جسمها، وقد تغطي وجهها بنقاب خفيف، وقالت نفيسة وخديجة وفتيحة اللاتي التقيناهنّ بسوق علي بوزرينة في وسط العاصمة:
»الحايك لا يبدي مفاتن المرأة، بيد أن النساء كن يتفنن في إظهارها بمشية خاصة جعلت الكثير من الزجالين والشعراء يتغنون بمحاسنه«.
وقالت الأخصائية الاجتماعية سعيدة درويش: الحايك والعجار والعبروق كانت تشكّل جزءًا من الديكور المحلي، وصارت على وشك الانقراض رغم ما تنطوي عليه من قيم الحشمة والوقار والالتزام، وذلك راجع إلى جنوح جزائريات العقود الثلاثة المنقضية إلى التحرّر وعدم صمودهنّ أمام الموضة المستوردة، وغزو الجلباب والحجاب للبلد.
مقاومة التغييرات
وأشارت الخبيرة النفسانية كريمة عايدي إلى ان الجزائرية لم تستطع مقاومة التغييرات الحاصلة على جميع الأصعدة، والأمر يشكّل رغبة في التمرّد وكسر التقليد، ومع ذلك لا يزال فريق من بنات حواء مقتنعا بأنّ الحايك والعجار والعبروق هي أثواب جميلة، لذا لم تختف من رفوف المتاجر وبقيت إلى حد الآن قطعة مهمة وأساسية في جهاز أي عروس.
والكثيرات من كبار السن ونساء المناطق الداخلية لا يزلن متمسكات بـ»الحايك« وتوابعه باعتباره أحد مقومات العراقة في خزائن ملابسهن فقط أو ضمن جهاز بناتهن المقدمات على الزواج لارتباطه بسمة الحياء، بيد أنّ الحاجة زبيدة تردّد بحسرة، انقرضت الأزياء التقليدية..
ولم يعد لها أثر لا في المدن والقرى، حتى »الملاية القسنطينية« لم يعد لها حضور، وإلى وقت قريب كانت أي امرأة لا تغادر بيتها دون أن تلتحف بالحايك ولا يُرى منها إلا كوة صغيرة تسمى العوينة.
واستذكرت الخالة »حورية«: كنا نفتخر باقتناء الحايك والعبروق وغيرهما، وحتى هذه الأزياء كانت أداة مساهمة في ثورة التحرير، فالكثير من الفدائيين استعملوا الحايك في العمليات للتخفي وتمرير أسلحة ووثائق للمدن.
ملابس عتيقة
وتمثل العباءة والبرنوس والقشابية والعمامة أبرز معالم الزي الرجالي الأصيل، إلاّ أنّها باتت مهددة بالتراجع بشكل كبير، حيث فقدت جاذبيتها، مع عدم مبالاة الجيل الجديد بسحر تمظهرات تقليدية جعل منها الأوائل عنوانا للتجذر والالتصاق بالتراث.
وهي تنتشر في غرب وشرق البلاد، وتتميز بخصوصيتها في الشكل واللون وطريقة صنعها وارتدائها. وطال التلاشي القشابية المصنوعة من الوبر والصوف، والبرانيس القبائلية والشاوية والتلمسانية والأغواطية المزدهية، والوهرانية والقسنطينية بلونيها الأبيض الناصع والأصفر، والمرفقة بعنصر مكمّل وهو العمامة.
ويشير السوسيولوجي أحمد مكي إلى أنّ الأزياء التقليدية تحظى باهتمام كبير من الأسر، وتعتبرها شيئا ثمينا يؤول إلى الابن الأكبر بعد وفاة الوالد لينتقل بعدها إلى الأحفاد. وتعتبر العباءة مظهرا فارقا في الحياة الاجتماعية، يرتديها المصلون بشغف وسعادة، وهي أيضا تمنح مرتديها الحشمة والوقار في المجالس والمناسبات الاجتماعية كالأعراس والمآتم.
ويرى أنّ الأزياء الشعبية الرجالية لم تصمد أمام رياح العصرنة وانفتاح السوق على الأزياء القادمة من مختلف الأسواق العربية والآسيوية.
لكل ولاية عمانية أزياؤها تقاوم الموضة
حتى وقت قريب كان المجتمع العماني في الدواخل لا يتقبل بديلا للباس التقليدي سواء في المناسبات السعيدة او بالحياة اليومية، أما الآن فقدد صار من المقبول رؤية من يتزين بلباس غير تقليدي خاصة النساء. وساهم في ذلك التمازج والتماهي مع الثقافات الأخرى..
وانتعاش الحياة الاقتصادية واسهام التعليم في توسيع مدارك الجيل الصاعد نحو ابتكارات تتعلق بالتصميم وبالازياء التقليدية. ورغم كل ذلك لايزال الزي التقليدي يقف صامدا ومدعوما برغبة المجتمع في المحافظة على هويته وتراثه. ويبقى السؤال أين يقف الزي الوطني التقليدي أمام شطحات الموضة وتبدلاتها؟؟
تقول مصممة الأزياء هالة عبد اللطيف البلوشي، ما يميز السلطنة وجود أزياء تقليدية لكل وية، وتنتشر الأثواب التقليدية في المناسبات وخاصة الاعراس. ويمتزج اللبس التقليدي في تفاصيله بالكثير من التطريز والشغل اليدوي مع تركيب الكرستال وتداخل الالوان فيه، ما ينتج لوحة فنية تراثية تعكس جمال حواء وتبرز أنوثتها.
ومع توالي اجيال ودخول الكثير من الشابات الوطنيات مجال التصميم، أدخلن على اللباس التقليدي بعض التفاصيل والتطوير حتى يتناسب مع صرعات الموضة دون التخلي عن التزام بحشمته وتفاصيله التراثية.
والنقلة جعلت من اللباس التقليدي شيئا محببا عند الفتيات الصغيرات، وحتى النساء في اعمار اربعين، لوجود لمسات تجميلية وبقاء اساسيات. وتؤكد فضيلة العدوي ان الزي التقليدي يصارع الموضة ويحاول الكثيرون حمايته برفض اي تغيير عليه لأن مجتمعنا واع ومحافظ على العادات والتقاليد.
تحديات كبيرة
ويشير المواطن عبدالرحمن الحسيني إلى وجود العديد من التحديات التي تقف حائلا دون بقاء الزي الوطني بحلته التقليدية، فإلى جانب التغيير في الخامة المستخدمة بتلك الأزياء دخلت تغييرات في الشكل والنوع جعلته مبتكرا ليبتعد كثيرا عن المتعارف عليه فالزي النسائي صار بحلة عالمية غيبت ملامحه الأصيلة..
ودخلت الآلة مكان اليد في الحياكة وتحولت دقة وجمال المصنوع باليد إلى شكل تجاري تتحكم فيه مكائن العمالة الوافدة.
فالكمة وهي من أساسيات اللبس التقليدي للرجال بوالتي كانت تصنع بأيدي النساء العمانيات بخامات وجودة عالية باتت الآن تستورد من دول آسيوية بخامة رديئة. وأصبح من النادر الحصول على منتج محلي وإن وجد فسعره مبالغ فيه وعموما فالزي الوطني التقليدي للرجال أو النساء يواجه حاليا تحديات كبيرة جدا من أجل المحافظة على بقائه ليعبر عن الهوية العمانية.
ويرى سالم عبدالله الحارثي ان عراقة العماني وأصالته مرتبطة بهويته ومنها هندامه فهو مهما بلغ من رقي وتقدم لايزال محافظا على الزي التقليدي، ومع تطور العالم وسيطرة العولمة، دخلت بعض الأمور ليتغير معها اللباس أيضا ولكن دون الانتقاص من قيمته الاصلية، الا انه بات مواكبا للصرعات والموضة.
وعلينا ان نحبب للجيل الجديد لباسنا الوطني، حتى لا تضيع هويتنا ونقلد الغرب، وأعتقد ان الإضافات التي دخلت على الزي لا تقلل من مكانته بل بالعكس فانها تعكس شخصية المجتمع وتقدمه وازدهاره ومواكبته للعالم.
فخر الوطن
وأوضحت هناء موسى البلوشية ان الزي التقليدي يجب ان يبقى فخرا لكل مواطن وان يحبب الآباء الزي التقليدي للابناء وذلك لا يمنع دخول بعض التعديلات البسيطة عليه من باب التغيير حتى يتقبله الجيل الحالي. وشئنا أم ابينا، فالزي العماني متواجد في جميع المناسبات في حياتنا الاجتماعية ويلفت الانظار إليه خاصة وقد ظهرت مصممات مواطنات لامعات استطعن ان يصلن الى العالمية.
ومهما بلغت صرعات الموضة فهي لن تدفن زينا الوطني ولاننا منذ القدم تعلمنا من امهاتنا انه كنز ثمين نتوارثه من جيل الى جيل، وبعض التعديلات لن تفقدنا احترامنا للزي الوطني وسوف نتمسك به في شتى المناسبات.