مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان تزايدت حالات التسول وأعداد المتسولين التي تبدأ مع بداية الشهر سنويا لتشمل كل شوارع وطرقات المدن والمحافظات السعودية، مستغلين الأجـواء الروحانية ومشاعر الصائمين الذين يكثر حجم تبرعاتهم وإنـفـاقـهـم ومــســاعــدتهم لـلـمـحـتـاجـين والمساكـــــين، الأمـر الذي يـؤدي إلـى كـثـرة تـواجـد المـتـسـولـين أمـام المـسـاجـد والمـجـمـعـات الـتـجـاريـة والأسواق الشعبية والمـنـاطـق السكنية، والمطاعم والمحلات.

ويشكو غالبية السعوديين والمقيمين في المملكة من استمرار تلك المشاهد التي تشوه وجه المدينة وخاصة جدة بوابة الحرمين الشريفين والتي يرد إليها ملايين الحجاج والمعتمرين سنويا، ويستاؤون من رؤية مثل هذه الظواهر التي تنقل صور سلبية عن المجتمع السعودي، فيما طالبوا السلطات بسرعة مكافحة ظاهرة التسول.

وفي المقابل وحتى في غير رمضان كثيرا ما يقابلك شخص بهندام أنيق ويقود سيارة جميلة ربما أفخم من سيارتك يتنظرك أما أمام مكينة الصراف أو محطة الوقود ويسألك 10 ريالات لوقود سيارته ويقول لك انه جاء من مدينة كذا وتعرض للسرقة أو أنّ السبل تقطعت ولم يعد لديه أي نقود، وهو في الغالب يكذب ويعبر عن نفسية مريضة.

كما تجد أطفالاً صغاراً، لا يتجاوز عمر أكبرهم 10 سنوات، يتحركون بين إشارات المرور عارضين بيع المياه والساعات التقليد بأرخص الأسعار.

وبخلاف السعوديين أثبتت الدراسات أن اغلب المتسولين الأجانب هم من جنسيتين عربيتين تعصف ببلادهم حروب وأزمات.

ورغم أن قانون مكافحة التسول ينص على السجن سنتين والغرامة 30 ألف ريال سعودي لكل من يستخدم طفلاً أو امرأة أو شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة في ممارسة التسوّل، الا أن الظاهرة تتفاقم في شهر رمضان.