"إننا نتعرض للذبح"، "استيقظوا" ، "المسلمون يتعرضون للاضطهاد مجددا". يحفل موقعا فيسبوك وتويتر بالنداءات الداعية للتحرك في ميانمار لإنقاذ مسلمي الروهينغا من بوذيي راخين. وقد أضيفت بورما على وجه السرعة إلى قائمة "القضايا الإسلامية". ولكن من هم على وجه الدقة المقصودون بكلمة"إننا" ؟ وما الذي يتعين علينا أن نستيقظ لمواجهته؟
لقد قامت قوة الدفع التي اجتاحت الوسائط الاجتماعية على أساس تقارير حقيقية ، ولكنها تمت تغذيتها ببعض الصور، التي يعتقد أنها ليست صحيحة، والتي يظهر فيها رهبان بوذيون وهم يقفون على جثث ضحايا مجزرة تعرض لها مسلمو الروهينغا سابقا.
أيا كان الأمر فإن هناك معاناة حقيقية يتعرض لها المسلمون في ميانمار، وقد قدمت منظمة العفو الدولية تفاصيل دقيقة لإلحاق الأذى العضوي والاغتصاب وتدمير الممتلكات والقتل الذي حل بساحة الروهينغا على يد البوذيين في ولاية راخين وقوات الأمن هناك.
وقد كانت ميانمار قضية تثير اهتمام الكثيرين على امتداد وقت طويل ،حيث انضمت إلى القضايا الإسلامية، وفي مقدمتها فلسطين وكشمير.
وتعد ميانمار مشكلة بالنسبة للمسلمين، ليس لأن الروهينغا مسلمون فحسب، وإنما في المقام الأول لأنهم بشر تعرضوا للاضطهاد على مدى عقود من الزمن بغض النظر عن عقيدتهم.
وبهذا المعنى فإن العالم بحاجة أن يستيقظ ليواجه ما يتعرض له الألوف من أبناء الروهينغا في ميانمار على أيدي جماعة لم تنكر يوما نزعتها العنصرية.