عناوين الصحف المتعلقة بأفريقيا كئيبة، كما كانت دوما في وسائل الأعلام الغربية، حيث يتفشى مرض رهيب، ويندلع صراع وحشي في سلة من البلدان، وتلوح المجاعة في أخرى. لكن في واشنطن أخيراً قام الرئيس الأميركي باراك أوباما بمحاولة للارتقاء إلى مستوى التوقعات الهائلة منه، حيث استضاف على مدى ثلاثة أيام حوالي 50 رئيس دولة أفريقية في قمة غير مسبوقة.

 وهذا يعود في جانب منه لإثبات التزامه بالقارة بعد ولايته الأولى المخيبة للآمال، وللإقرار بأن تلك الأراضي الواقعة على خط صدع ديني أصبحت التركيز الأخير في القتال ضد الإرهاب.

وأوباما قال للقادة الأفارقة بصراحة مثيرة للإعجاب أن يتوقفوا عن اختلاق الأعذار لفشلهم وأن يتحدثوا بمصطلحات تبعث على الأمل عن الأسواق المزدهرة، وأصحاب المشاريع الشابة وعن التكنولوجيا المبتكرة.

والقمة تشكل اعترافا متأخرا بصعود إفريقيا، التي أصبحت موطنا لعدد من الاقتصادات الأسرع نمواً في العالم، وإذا ما أخذت ككل يوجد في القارة السمراء طبقة وسطى أكبر من الهند. وعدد كبير من بلدان القارة يشهد نموا سريعا لا يعتمد على الموارد الطبيعية، مع حوالي ثلثي النمو الأخير يتأتى من الإنفاق الاستهلاكي القوي.

ويشكل هذا الحدث حتمية اقتصادية في محاولة اللحاق بالصين التي تغلبت على الولايات المتحدة في أن تصبح أكبر شريك تجاري لإفريقيا في السنة نفسها التي انتقل فيها أوباما إلى البيت الأبيض.