أول رئيس مصري يشارك الأقباط احتفالاتهم في مقر الكاتدرائية

السيسي يؤكد في قداس الميلاد على الوحدة الوطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خطوة تؤكد الوحدة الوطنية، وفي واقعة لم يسبقه إليها أي رئيس مصري على مدار عقود مضت، فاجأ الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أول من أمس المسيحيين الأرثوذكس (الأقباط)، بحضور قداس عيد الميلاد في مقر الكاتدرائية القبطية في القاهرة، بمجرد وصوله إلى البلاد عائداً من زيارته الكويت، وألقى كلمة قصيرة هنأهم فيها بالعيد، وأكد مبادئ الوحدة.

ووسط استقبال حافل وهتافات معبرة عن الفرحة وممزوجة بالدهشة من قِبل المسلمين والمسيحيين على حدٍ سواء، قال السيسي للحضور: «كان من الضروري أن آتي إليكم لأهنئكم وأقول لكم، كل سنة وأنتم طيبون.. وأرجو ألا أكون قد قطعت عليكم صلواتكم».

الخطوة التاريخية التي قام بها السيسي قوبلت بردود فعل واسعة مرحبة، إذ اعتبرها الجميع أنها ترسيخ حقيقي لمعنى الوحدة الوطنية وروح المواطنة، وهو ما حرص الرئيس المصري على توضيحه داخل الكاتدرائية، بقوله: «الآن تعلو كلمة مصريين، لا مسلم ولا مسيحي»، مؤكداً أن مصر علّمت العالم على مدار آلاف السنيين الحضارة والإنسانية.

زيارة تاريخية
وقلما حضر رؤساء الجمهورية بأنفسهم القداس، الذي يرأسه بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ولم يوجه أي منهم كلمة للحاضرين.

ويُعد موقف الرئيس لفتة مغايرة لما اعتاد عليه المصريون من أسلافه، إذ كانت مؤسسة الرئاسة ترسل مندوباً عنها ببرقية تهنئة إلى جانب عدد من رموز الدولة والمسؤولين لحضور احتفالات الكنيسة.

وقال رئيس الوزراء إبراهيم محلب، إن الزيارة أسعدت المسلمين قبل المسيحيين، داعياً إلى «التسلح بالحكمة والحذر من قوى الشر التي تتربص بهذا الوطن».

فيما قال رئيس حزب الغد موسى مصطفى، إن «زيارة الرئيس التاريخية للكنيسة هي رسالة للعالم أجمع بأن مصر نسيج واحد».


مصر آمنة
ورغم المخاوف التي كانت تنتاب البعض من حدوث عمليات إرهابية في يوم احتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد، فإن زيارة السيسي جاءت لتبدد ذلك، وهو ما يؤكده الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة بقوله، إن «الرئيس أراد طمأنة الأخوة المسيحيين بشكل خاص والمصريين جميعاً بصفة عامة، والتأكيد أن مصر آمنة والإرهاب لن ينال منها».

ويرى مراقبون أن السيسي يتخذ منذ تسلمه الحكم خطوات غير متوقعة، فضلاً عن استيعابه أخطاء سابقيه من الرؤساء المصريين ومحاولاته الدائمة لتفاديها، حيث يعتبر حضوره احتفالات الكاتدرائية صفعة قوية على وجه من يحاولون زرع الفتنة بين المصريين، مشيراً إلى أنه لم يرِد خطف الأضواء بالاحتفال، إذ قدّم التهنئة ورسالته للجميع وغادر.

ترحيب خارجي
ولم تقتصر ردود الفعل على مصر وحسب، بل تناولت الصحف العالمية ووكالات الأنباء الحدث بمزيد من الحفاوة، إذ وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الحدث بأنه «هام وحجر زاوية»، وأوضحت أن الأقباط ينظرون إلى السيسي على أنه بطل قومى، فيما أفردت صحيفة «دي فيلت» الألمانية تقريراً بعنوان «لوثر العرب»، في إشارة إلى مصلح الدين المسيحي القس مارتن لوثر، حيث ذكرت أن للرئيس المصري أجندة واضحة يريد من خلالها إعادة إحياء بلاده أقوى بلد عربي وأكثره تأثيراً، وهذا يؤكد مدى شجاعة ووعي رئيس في رتبة جنرال.

يُذكر أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كان قد حضر مراسم وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية في العباسية في يوليو 1965، بينما زار الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور الكاتدرائية العام الماضي في الخامس من يناير لتقديم التهنئة للبابا.

مؤتمر دافوس
كشفت مصادر دبلوماسية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سوف يشارك في الدورة الـ45 للمؤتمر السنوي المقرر عقده بمنتجع دافوس السويسري، الذي يبدأ في 21 الجاري، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، وذلك تحت شعار «السياق العالمي الجديد واستكشاف التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً في العام 2015». البيان

Email