أكد محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر في حوار خص به «البيان» أن معركة تحرير الحديدة هي أم المعارك التي سيتحقق من خلال القضاء على ما نسبته 80% من خطر الميليشيا والقضاء على أهم مورد يمول حروبها.
وأضاف أن انتزاع ميناء الحديدة من الحوثيين يعتبر بمثابة انتزاع الروح من الجسد، مؤكداً الدور الكبير الذي تقوم به القوات المسلحة الإماراتية في عملية تحرير الساحل الغربي وتخليص اليمن من ميليشيا الحوثي الإيرانية.
كيف تقيمون الانتصارات الجديدة التي تحققت في الحديدة، وهل ستتواصل بهذا الزخم الكبير خلال الأيام المقبلة؟
الحديدة قادمة على مرحلة تاريخية مفصلية تتمثل في تحرير مركز المحافظة والمديريات المجاورة للمدينة بعد أن تم تحرير المديريات الجنوبية، وقد ثبت للجميع هشاشة هذه الفئة الحوثية الانقلابية وضعفها من خلال المعارك التي دارت معها على طول الساحل الغربي، والأمر بالنسبة لقوات الشرعية والتحالف محسوم بإذن الله والنصر قادم لا محالة..
معركة الحديدة هي أم المعارك التي من خلالها سيتم قطع ما نسبته 80 في المئة من معركة اليمن ككل مع الانقلاب الحوثي التابع لإيران، حيث تعتبر الحديدة آخر منفذ لإمداد الميليشيا بالسلاح والخبراء الإيرانيين، بالإضافة لما يمثله ميناؤها من رافد اقتصادي كبير استولى عليه الانقلابيون وسخروا عائداته لصالح حروبهم العبثية.
تحرير الميناء
ما الذي يمثله تحرير ميناء الحديدة بالنسبة للشرعية؟
يجب أن نعرف أن ميناء الحديدة هو من أكبر موارد الدخل الذي استفادت منه ميليشيا الحوثي مادياً وعسكرياً، وحولته إلى إقطاعية خصوصاً بها وحرمت أبناء الشعب من خيراته، أيضاً تستفيد الميليشيا من الميناء بطرق غير مباشرة من خلال إدخال المشتقات النفطية واحتكارها وبيعها بأسعار باهظة.
لذلك يعتبر انتزاع ميناء الحديدة من الميليشيا بمثابة انتزاع الروح من الجسد، وسيكون تحريره مهماً جداً لرفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة من خلال استئناف التصدير عبره، وتلافي انهيار سعر صرف الريال.
وفي الحقيقة فقد خسر اليمن، اقتصادياً، الكثير خلال السنوات الماضية بخسارته لهذا الميناء المهم، الذي يعد واحداً من أهم روافد الاقتصاد الوطني، لكن بإذن الله سنفرح جميعاً بتحريره في الأيام المقبلة، ورجال القوات اليمنية المشتركة وقوات التحالف العربي أصبحت قاب قوسين من تحريره.
ما الدور الذي تلعبه المقاومة الداخلية في مدينة الحديدة والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين؟
المقاومة الوطنية الداخلية هي جزء مهم جداً في عملية التحرير، وسيكون لها دور كبير في اختصار الوقت وتقليل خسائر الجيش والمقاومة، وهي التي ستفاجئ الانقلابيين بما لم يتوقعوه.
وسيعرف الحوثي أنه كان واهماً حين يقول إن الحديدة في صفه، أبناء الحديدة في صف الشرعية وصف اليمن والتحالف العربي، وسيكون لهم موقف تاريخي مشهود، وهم ينتظرون الإشارة فقط لتلقين الحوثيين درساً لن ينسوه ولكننا ننتظر حتى نكون بجانبهم لنسندهم.
مشكلة الألغام
ماذا عن مشكلة الألغام التي غرسها الحوثيون في الكثير من مناطق الساحل الغربي؟
هذه جريمة كبيرة يعاقب عليها القانون الدولي، خصوصاً أن الميليشيا وضعتها بطرق عشوائية وعدائية، وكان الهدف الأول منها هو المواطن، وقد تحولت إلى كارثة بكل ما تعنيه الكلمة، حيث فقدت الكثير من الأسر بعض أفرادها والكثير ممن تعرضوا لانفجارات ألغام الميليشيا الحوثية بعضهم فقد حياته وآخرين فقدوا أطرافهم وعاشوا بإعاقات دائمة.
هناك أطفال ونساء ومسنون كانوا عرضة لجرائم الميليشيا المتمثلة في ذلك الكم الهائل من الألغام الإيرانية، التي زرعت في الساحل الغربي، ومثلها مثل القذائف التي ترسلها الميليشيا على بيوت المواطنين في التحيتا وحيس والدريهمي، وكلها جرائم ضد الإنسانية لن تسقط بالتقادم.
والأخوة في التحالف العربي، وخصوصاً القوات المسلحة الإماراتية، يبذلون جهوداً كبيرة ويرسلون الفرق الهندسية بالإضافة لتدريب فرق من قوات المقاومة لنزع الألغام، وتخليص الساحل الغربي من هذه الكارثة التي أوجدتها ميليشيا الحوثي الإيرانية.
كيف يبدو الوضع الإنساني في محافظة الحديدة، خصوصاً في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المليشيا؟
الوضع الإنساني مأساوي للغاية من ناحيتين، أولاً وقوع الناس تحت سيطرة الميليشيا وما تمارسه على الناس من تعسف وإرهاب وتجويع وتشريد، ثانياً ظروف الحرب وما آلت إليه من نزوح وانقطاع المواد الغذائية عن الناس.
لكن الأخوة في التحالف العربي، جزاهم الله خيراً، يمشون بخطين متوازيين في عملية تحرير الحديدة، خط الحرب، وخط الأعمال الإنسانية، وما أن تتحرر منطقة إلا ويتم إمدادها بقوافل الإغاثة والمواد الإيوائية، وبكل الاحتياجات الضرورية،
ونوجه هنا كل الشكر للأخوة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتية لجهودها الجبارة في إغاثة وخدمة اليمن، وكذلك مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية.
ونؤكد أن عمليات التحرير ستتواصل حتى استكمال تطهير مدينة الحديدة ومينائها من ميليشيا الحوثي الإيرانية التي عبثت في الأرض وأفسدت حياة الناس وشردتهم.
برأيكم لماذا امتنعت ميليشيا الحوثي عن حضور مفاوضات جنيف الأخيرة؟
الميليشيا كانت تعوّل على المماطلة وتأخير مفاوضات جنيف لتكسب قليلاً من الوقت وتؤجل عملية تحرير الحديدة، لكن السحر انقلب على الساحر واستأنفت العمليات بقوة وعزيمة أكبر.
الميليشيا كانت تود الحصول على استراحة طويلة لتستعد وتجهز قواتها لمواصلة حربها ضد الشعب اليمني، لكن هذه الحيل لن تنطلي علينا في الشرعية، ولا على الأخوة في التحالف العربي.
وأيضاً المجتمع الدولي الذي اتضح له مدى الأكاذيب التي تمارسها جماعة الحوثي، وتبين له أنها جماعة إرهابية غير جانحة للسلم، ونحن في الشرعية والتحالف عرفنا طبيعة هذه الميليشيا وكيفية التعامل معها باللغة التي تفهمها.
دور إماراتي كبير
تقدم دولة الإمارات كل الدعم لعملية تحرير الساحل الغربي منذ انطلاقها عسكرياً وإنسانياً، ما تقييمكم لهذه الجهود؟
دولة الإمارات العربية أخذت على عاتقها تحرير الساحل الغربي، وهي تدفع بأبنائها وتدعم بالطيران والقوات البرية والبحرية، فدورها في العملية دور رئيسي ومحوري.
ونحن في الجمهورية اليمنية، وفي الحديدة بالذات، نكن للإمارات ولشعبها وحكومتها كل الاحترام والتقدير والعرفان، ويكفينا أن دماءنا ودماءهم اختلطت في الخنادق من أجل تحرير بلادنا من هذه الميليشيات المجرمة، التي تحاول أن تكون شوكة في خاصرة الخليج العربي.