اتهم محافظ الحديدة د. الحسن علي طاهر، الأمم المتحدة بتعطيل تحرير الحديدة وتعريض الشعب اليمني لمزيد من الانتهاكات الحوثية، حيث قال في حوار خص به «البيان»: كنا نحضر لهجوم كاسح على المدينة وفق خطة إنسانية تضمن سلامة المدنيين، لكن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث عرقل العملية، فاستغلت إيران الوضع وضاعفت من تسليحها لميليشيا الحوثي، فيما تم دخول عدد هام من المستشارين الإيرانيين للمحافظة.

وأضاف كلما اقتربت نهاية الحوثي وشارف على الهزيمة تنفذ الأمم المتحدة عملية إنعاش له وتنقذه، مشيراً إلى أن القوات المشتركة بقيادة التحالف لم ولن تستسلم للضغوطات، حيث باشرت عملية التحرير ودخلت أطراف المدينة من الشرق والجنوب، فيما تبقى جهة الغرب مغلقة، مؤكداً أن التحرير بات قريباً جداً، فقد تم تضييق الخناق على الميليشيا من كل جانب.

ما هي تطورات الوضع في الحديدة ؟

نقف اليوم على أطراف مديرية الحديدة، حيث لم يعد يفصلنا على المركز سوى 4 كيلومترات، وقواتنا تطوق المدينة من عدة اتجاهات وتتقدم على مختلف الجبهات وسط انهيار كبير في صفوف الميليشيا التي تتعمد زراعة الألغام وتفجير الجسور وتدمير المنشآت الخدمية.

نجحنا في دخول أطراف المدينة من الشرق والجنوب وأغلقنا كل المنافذ، فيما تبقى جهة الغرب مغلقة، فالتحرير بات قريبا جدا، حيث تم تضييق الخناق على الميليشيا من كل جانب وقد تم الاقتراب كليا من الشارع الرئيسي، ونحن على امتداد شارع صنعاء وشارع الدريهمي، وقد أعددنا العدة وقتل المئات من الحوثيين منذ انطلاق العملية وفرار المئات من القيادات.

الحسم النهائي

هل نرتقب حسم المعركة قريباً؟

قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن منحت الضوء الأخضر لقوات الجيش لدخول مدينة الحديدة وتحريرها من الميليشيا الإيرانية.

تشهد ميليشيا الحوثي الإرهابية انهيارات كبيرة في صفوفها في مختلف جبهات الساحل الغربي بالتزامن مع تقدم قوات الجيش الوطني المسنودة من التحالف العربي باتجاه أطراف مدينة الحديدة، وتحاول الميليشيا تنفيذ عمليات تسلل مختلفة نحو عدد من المناطق لوقف الانهيارات المتتالية في صفوفها على مختلف جبهات الساحل الغربي، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني من التصدي لها، الميليشيا تعيش في الرمق الأخير، حيث أصبحت ضعيفة في كل الجبهات القتالية، وقوات الجيش عازمة على التقدم وتحرير ما تبقى من محافظة الحديدة.

وهي قوات تتميز بتدريب قتالي عال، والميليشيا تعيش حالة من الخوف والهلع، ولا تستطيع أن تعيق تقدم قوات الجيش مهما حاولت أن تصنع حواجز ومفخخات، وإن أبطال الجيش الوطني جاهزون لتنفيذ عمليات التفافات تعصف بالميليشيا.

من جهة أخرى تسعى الميليشيا الانقلابية إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى مدينة الحديدة وبعض المديريات الأخرى في المحافظة، في محاولات يائسة لإثناء قوات الجيش عن تحرير المدينة ومينائها بعد أن أصبحت على مشارف الحديدة.

الشرعية والتحالف العربي لهما خطة عسكرية محكمة، عندما أغلقت المنافذ بشارع كيلو 16، وحاصرت الميليشيا من قبل ألوية العمالقة، تم التوقف في المنطقة الحساسة في شارع كيلو 16 وما حوله لتتحول المعركة إلى استنزاف، فكلما تقدمت ميليشيا الحوثي نحو الهجوم لفك المنافذ كانت قوات الشرعية والتحالف لها بالمرصاد، الحديدة مقبلة على مرحلة تاريخية ومفصلية تتمثل في تحرير مركز المحافظة والمديريات المجاورة للمدينة، وقد ثبت للجميع هشاشة هذه الفئة الحوثية وضعفها من خلال المعارك التي دارت معها على طول الساحل الغربي، ونرتقب بإذن الله تحرير المدينة بكاملها الشهر المقبل.

كيف تواجهون الضغوط الدولية بخصوص المعارك في الحديدة؟

الأمم المتحدة خذلت الحديدة وأهاليها، فهي من عطلت تحرير محافظة الحديدة خلال الفترة الماضية، حيث كنا نعد العدة لعملية اكتساح برية وجوية وبحرية خلال شهر رمضان الماضي لتحرير المدينة مع ضمان سلامة المدنيين، لكن الأمم المتحدة استجابت لطلبات الحوثيين ودعت إلى وقف المعارك إلى حين الوصول إلى حل سياسي، ممثل الأمم المتحدة إلى اليمن يلعب دوراً محورياً لإنقاذ الحوثي من الهزيمة وتعريض الشعب اليمني للمزيد من الانتهاكات الإنسانية الجسيمة على أيدي الميليشيا. فكلما اقتربت نهاية الحوثي وشارف على الهزيمة تنفذ الأمم المتحدة عملية إنعاش له وتنقذه.

واليوم ثبت جلياً أن التحرير أصبح ضرورة لا محالة، العودة إلى الوراء أصبح أمراً مستحيلاً، فقد بات ضرورياً إنهاء معاناة المواطنين، وعدم تركهم يواجهون القتل والموت البطيء بفعل بقاء الميليشيا في الحديدة وغيرها من المدن، الحوثيون أحالوا مدينة الحديدة إلى ثكنة عسكرية، ما أثار الرعب في أوساط المدنيين، وأجبر المحلات التجارية ورجال الأعمال على المغادرة وإغلاق محلاتهم، كما تواصل اضطهاد المدنيين واقتحام المنازل واختطاف الأطفال من الحارات والشوارع تحت تهديد السلاح ونقلهم إلى الجبهات، والسكان ناشدوا التحالف التدخل لإنقاذهم.

ونتوقع أن ينقلب المواطنون على الميليشيا في الداخل، وسيكونون السبب في تحرير مناطقهم والقضاء على مشروع الحوثي الإيراني.

الميليشيا كانت تعوّل على المماطلة وتأخير مفاوضات جنيف لتكسب قليلاً من الوقت وتؤجل عملية تحرير الحديدة، لكن العملية العسكرية استؤنفت بقوة وعزيمة أكبر. فانتزاع ميناء الحديدة من الميليشيا بمثابة انتزاع الروح من الجسد، وسيكون تحريره مهماً جداً لرفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة من خلال استئناف التصدير عبره، وتلافي انهيار سعر صرف سعر العملة الوطنية «الريال».

التخريب الإيراني

وماذا عن الدور الإيراني في اليمن؟

عملية تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن عبر ميناء الحديدة لم تتوقف، بل زادت، حيث عمدت إلى تزويد الميليشيا الحوثية بالأسلحة خلال الفترة الماضية، عبر زوارق سفن كبرى ترسو في عرض البحر، مستغلة فترة توقف زحف الجيش نحو مركز المدينة.

فإيران أرسلت منذ أسبوعين عددا من المستشارين إلى الحديدة لتعزيز تواجدها في المحافظة بعدما أحست قرب النهاية، الحوثيون يستخدمون ميناء الحديدة لأغراض عسكرية، فهم يقومون من خلاله بتهريب الأسلحة وعلى وجه الخصوص الألغام والصواريخ الإيرانية الصنع التي تستهدف دول الجوار، فهناك تعزيزات قادمة من صنعاء تؤكد أن الحوثي لن ينسحب ولن يلتزم بتعهداته للأمم المتحدة، ولديه خطة ممنهجة لتدمير مدينة الحديدة.

نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالكف عن استغلال معاناة الشعب اليمني والعمل لإطالة أمد الحرب، والتحرك السريع لتوفير الدعم الكافي للشرعية والتحالف العربي لحسم المعركة، وإنقاذ أبناء الحديدة من الإرهاب الحوثي الذي يمارس بشكل يومي أسلوب الضغط على أبناء الشعب اليمني.

شكر للإمارات

عبر محافظ الحديدة عن ثقته بأن ظروف المدينة ومواطنيها ستتحسن بعد استعادتها، معرباً عن شكره وتقديره للإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، على دعمها المتواصل لأبناء الشعب وكل ما تقدمه من مساعدات وما تنفذه من مشاريع في المناطق المحررة، والتي تصب في خدمة الشعب اليمني بشكل مباشر.