قالت هيئة استثمار صلاح الدين أنها عرضت معظم الأماكن التاريخية للتنقيب والاستثمار، ومن ضمنها قلعة تكريت الأثرية التي ولد فيها محرر القدس صلاح الدين الأيوبي وورد ذكرها في النصوص الآشورية.
وتقع قلعة تكريت على التلال، ووسط المياه، في أحد الجوانب المهمة في تكريت، 175 كيومتراً شمال العاصمة العراقية بغداد، حيث ولد على أرضها القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي محرر القدس الشريف قبل قرابة ألف عام، وهي قلعة حصينة يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد، وعرف اسمها بقلعة تكريت نسبة للمدينة التي فيها.
وتقول هيئة استثمار صلاح الدين أنها «عرضت معظم الأماكن التاريخية، ومن ضمنها قلعة تكريت، للاستثمار»، متعهدة بأنها «ستذلل كل المصاعب وستسمح بالتنقيب عن الآثار فيها». وقال رئيس الهيئة صلاح الدين جوهر الفحل: «عرضنا كل الأماكن التاريخية والسياحية، ومن بينها قلعة تكريت ومعظم مناطق صلاح الدين»، معربا عن أمله في أن تتحول إلى أماكن سياحية، من خلال دعوة الشركات العالمية للقدوم للاستثمار في المحافظة.
فيما يقول أستاذ الآثار في جامعة تكريت إبراهيم حسين ، إن «تاريخ القلعة زاخر كتاريخ تكريت، التي تعود إلى سنوات قبل الميلاد، وعاشت فيها الكثير من الأقوام، واختلفت فيها القصص، ومن بينها مولد القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي عاش فيها يوما واحدا، هو يوم ولادته، قبل أن ينتقل إلى الموصل».
ويضيف حسين إن «مكان القلعة الذي يقع على جزء اخضر قريب من المياه كان له الدور الكبير في أن تكون مركزا مهما ومكانا للحكم في ذلك الوقت»، مبينا أن القلعة في الوقت الحالي «تدهور وضعها وأصبحت اطلالا، لذلك تحتاج إلى ترميم وتطوير وتنقيب أيضا، كما تحتاج إلى الكثير من العمل».
نصوص آشورية
وكانت تكريت القديمة زاخرة كبقية المدن العراقية في العصور الماضية بالقصور وبيوت الدين وغيرها، بعضها بقيت شاخصة حتى الآن، وبعضها هدمت بفعل الإنسان أو الزمن.
وقد ذكرت المدينة في النصوص الآشورية، في كتابات الملك الآشوري توكلتي ننورتا الثاني 890 884 ق. م، وورد ذكر مدينة تكريت أول مرة على رقم طيني عثر عليه في موقع بمدينة آشور وكان مؤرخاً بالسنة السادسة من حكم الملك المذكور.
الدولة الأيوبية
وما يميز القلعة هو مولد الملك الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب «532 - 589 هـ / 1138 - 1193 م»، المشهور بلقب صلاح الدين الأيوبي، والذي ولد في قلعة تكريت، وكان والده واليا عليها.
وأسس القائد العسكري صلاح الدين الدولة الأيوبية، التي وحدت مصر والشام والحجاز واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة.
وقاد صلاح الدين عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر، وتمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان، بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس في معركة «حطين».