أكدت تقارير لمنظمات حقوقية دولية سقوط أكثر من 72 قتيلاً، بينهم عدد كبير من الأطفال، في سلسلة "مجازر" جديدة، ارتكبتها جماعات مسيحية مسلحة ضد المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى، التي تشهد عمليات تطهير عرقي واسعة.
وكشفت منظمة "هيومان رايتس وتش"، في تقرير لها الخميس، عن هذه المجازر، التي وقعت في منطقتين قرويتين على الأقل، في جنوب غربي أفريقيا الوسطى، استناداً إلى مقابلات أجراها فريق المنظمة مع عدد من الناجين، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وذكرت المنظمة الحقوقية الدولية أن قرية "غوين" كانت مسرحاً لإحدى هذه المجازر في فبرايرالماضي، حيث قام مسلحون ينتمون لجماعة "مكافحة بالاكا" المسيحية، بذبح عشرات السكان من المسلمين، فيما لاذ مئات السكان بالاختباء داخل إحدى كنائس القرية.
ولفتت المنظمة، في تقرير أصدرته في وقت سابق من مارس الماضي، وبعد زيارة عدة بلدات وقرى في الجزء الشمالي الغربي من الجمهورية الأفريقية، إلى أن "السكان المسلمين قد فروا جماعات، في مواجهة الهجمات المستمرة التي تشنها ميليشيا مكافحة بالاكا."
وأضافت أن القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام، التابعة للاتحاد الأفريقي، تنتشر في عدد من البلدات الكبرى بجنوب غربي أفريقيا الوسطى، ومنها بلدتا "بودا" و"كارنوت"، إلا أنها لا تقوم بتسيير دوريات على الطرق المؤدية إليهما، حيث توجد القرى التي شهدت تلك المجازر.
واعتبرت المنظمة أن تواجد هذه القوات غير كاف لحماية السكان المسلمين، الذين يتعرضون لـ"مجازر انتقامية مروعة"، من قبل مليشيات جماعة "مكافحة بالاكا"، رداً على ما وصفتها بـ"انتهاكات مروعة" ارتكبتها جماعة "سيلكا"، على مدار العام الماضي.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، أواخر فبراير الماضي، عن خطة لإجلاء آلاف السكان المسلمين، تمت محاصرتهم من قبل مسلحين مسيحيين في العاصمة "بانغي"، إلى مناطق أكثر أمناً، وسط مخاوف من تعرضهم لـ"مجازر" جديدة في الدولة الأفريقية المضطربة.