فاز رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس من الدورة الاولى حسب النتائج الجزئية التي أكدتها مصادر رسمية ومن حزب العدالة والتنمية الحاكم.

ونسبة الفوز المعلنة بحدود 52 في المئة، واعتبر أردوغان فوزه بأن الشعب التركي «عبر عن إرادته» من دون صدور أي اعتراض من مرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو الذي ندد بـ«الحملة الجائرة» التي تعرض لها.

وقال وزير العدل التركي بكير بوزداج في حسابه على موقع «تويتر» إن رجب طيب اردوغان أصبح أول رئيس منتخب لتركيا بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية. وأكد مكتبه صحة الرسالة التي نشرت على حسابه الرسمي.

وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية في تركيا مصطفى شنتوب إن طيب أردوغان فاز بأكثر قليلا من 52 في المئة من الأصوات. وستعلن السلطات الانتخابية في تركيا رسميا النتائج الأولية للانتخابات اليوم على أن يتم اعلان النتائج النهائية في وقت لاحق هذا الأسبوع.

واستنادا الى النتائج الجزئية نال مرشح المعارضة اكمل الدين احسان اوغلو 36 في المئة وتسعة في المئة لمرشح الأكراد صلاح الدين دمرتاش.

لم يخف اردوغان ابدا رغبته في وضع يده على السلطة التنفيذية من خلال تعزيز صلاحيات منصب رئيس الدولة الذي لا يزال حتى الان منصبا فخريا الى حد كبير.

وبهذا الفوز ينضم رجل تركيا القوي، الذي يتمتع بقوة جاذبية ويتعرض في الوقت نفسه للانتقاد على نزعته الاستبدادية، الى مؤسس الجمهورية التركية الحديثة والعلمانية مصطفى كمال باعتبارهما اكثر القادة تاثيرا في تاريخ تركيا الحديثة.

مراكز الاقتراع

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباح أمس حيث شهدت إقبالا كبيرا على عملية الاقتراع التي تواصلت حتى الخامسة بالتوقيت المحلي، حيث يحق لنحو 53 مليون ناخب اختيار الرئيس الـ12 للبلاد، وهي المرة الأولى التي ينتخب فيها الرئيس بالاقتراع المباشر.

وافادت تقارير بأن نسبة الاقتراع وصلت إلى قرابة 50 في المئة، في حين قال شهود عيان إن هناك إجراءات أمنية مشددة. وأوضحوا أن السلطات اتخذت قرارات أخرى منها إعلان منع تناول وبيع الخمور حتى منتصف الليلة الماضية، ومنع حمل السلاح إلا لرجال الأمن.

وجاء الاقتراع بعد حملات انتخابية لم تـُثر الكثير من الحماسة في الشارع التركي المنقسم بين المترشحين الثلاثة على اعتبار ان النتائج محسومة مسبقا لصالح رئيس الوزراء.

وإذا كانت المشكلة التي تقف في طريق إحسان أوغلي تتمثل بصعوبة جمع أصوات اليساريين والقوميين وبعض الإسلاميين في بوتقة واحدة، فإن العقبة في طريق صلاح الدين ديمرتاش لا تقل تعقيدا خاصة وأن أردوغان وحزبه تمكنا من التغلغل في ثنايا الثوب الكردي عبر وعود السلام قاطعين الطريق عليه أمام حشد كل الأكراد إلى جانبه.

انتخاب الاستقرار

وقال ايفغان (50 عاما) الذي يعمل بوابا في حي يلديز معقل العلمانيين في انقرة عند وضع بطاقة التصويت في صندوق الاقتراع: «ساصوت من اجل الاستقرار وتركيا تمت قيادتها بشكل جيد منذ 13 عاما».

وقال من جهته مليح كوجاك (40 عاما) لدى خروجه من عازل في حي بشيكتاش باسطنبول: «انا هنا كي لا يتم انتخاب اردوغان»، مضيفا: «لكن للاسف نعلم انه سيكون الرئيس».

تنديد بحملة

وقال احسان اوغلو بعد ان ادلى بصوته في احد مراكز التصويت بشمال اسطنبول ان «الحملة كانت جائرة وغير متناسبة لكننا واثقون من حكمة امتنا»، مضيفا: «سنفوز بسهولة من الدورة الاولى» خلافا لما توقعته كافة استطلاعات الرأي الأولية من مراكز الاقتراع.

اما دميرتاش، المحامي البالغ من العمر 41 عاما، فقال لدى الادلاء بصوته في دياربكر كبرى المدن الكردية في جنوب شرق البلاد: «ايا تكن النتائج نأمل ان تنتصر الحرية والديمقراطية والاخاء».

2023

يبدو اردوغان، المضطر لمغادرة منصب رئيس الوزراء في الانتخابات التشريعية في 2015، مصمما على الاحتفاظ بالسلطة في تركيا من موقع الرئاسة وربما حتى 2023 العام الذي تحتفل فيه تركيا بذكرى مرور مئة عام على قيام الجمهورية. فاردوغان، الذي يقود مع حزبه حزب العدالة والتنمية سيتمكن من البقاء في الرئاسة لولايتين رئاسيتين مدة كل منها من خمسة أعوام.