استدعى رئيس أركان الجيش الباكستاني الفريق راحيل شريف قادة الفيالق لاجتماع يعقد بمقر القيادة العامة في مدينة روالبندي اليوم، لبحث الأزمة السياسية والوضع الأمني في البلاد، إثر الاشتباكات التي وقعت بين الشرطة وجموع غفيرة من أنصار حزب «تحريك عوامي» الذي يتزعمه طاهر القادري في لاهور، وعدد من مدن إقليم البنجاب، أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وشرطيين وإصابة العشرات من أفراد الحزب واعتقال الآلاف.

وجاء في بيان مكتب العلاقات العامة للجيش الباكستاني أن القادة العسكريين سيناقشون الوضع الأمني في البلاد ونتائج العملية العسكرية الجارية في مقاطعة وزيرستان الشمالية في الحزام القبلي، وردود فعل القيادة السياسية خلال اجتماع مجلس الأمن القومي أول من أمس.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن اجتماع قادة الفيالق يأتي في وقت تتعرض فيه الحكومة الاتحادية لضغوط من الأحزاب السياسية المعارضة التي تطالب بتنحيها، بسبب مزاعم تورطها في الفساد وتزوير الانتخابات العامة، ونقلت عن محللين سياسيين أن الأزمة السياسية والتظاهرات المستمرة حتى 14 أغسطس الذي يتزامن مع يوم الاستقلال قد تستدعي تدخل الجيش.

وأقامت الشرطة الباكستانية أمس دعوى قتل ضد طاهر القادري إثر مقتل ثلاثة من عناصرها في اشتباكات مع مؤيديه قبيل مظاهرة احتجاج دعا إليها. ودعا رجل الدين القادري للتظاهر سعياً لإسقاط الحكومة التي يتهمها بالفساد.

كما دعا الزعيم السياسي المعارض عمران خان إلى تنظيم مظاهرة أخرى في وسط العاصمة يوم الخميس المقبل.

ويعتقد أعضاء في الحزب الحاكم أن المتظاهرين يحصلون على الدعم من عناصر في الجيش، في مسعى لإضعاف الحكومة وإحباط مساعيها لتنفيذ سياسات يعارضها الجيش. وقال وزير العدل في حكومة إقليم البنجاب رنا مشهود أحمد إن الشرطة تبحث عن القادري لاعتقاله.

وأضاف أن «القادري مسؤول عن قتل عناصر الشرطة ومؤيديه. لقد اتهمته الشرطة بالإرهاب والقتل، وستعتقله قريباً». ويتعين على الشرطة في باكستان أن تقيم دعوى جنائية ضد الشخص المطلوب قبل بدء ملاحقته بارتكاب جريمة ما.

وتظاهر مئات من مؤيدي القادري خارج منزله في مدينة لاهور في شرقي البلاد، وهم يتلون آيات قرآنية، بينما كانت تحوم طائرة هليكوبتر فوق رؤوسهم لمراقبة الوضع.

وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على نحو 500 من أنصار القادري في الأيام القليلة الماضية.