ألمحت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى أن فرنسا يمكن أن تحذو حذو بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وحددت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في فرنسا اتجاهها في حملة الرئاسة الفرنسية من خلال الدعوة لمكافحة «الاعتداءات» المتطرفة، مع توجيه الشعب الفرنسي لصناديق الاقتراع بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي، في حالة انتخابها رئيسة في فصل الربيع المقبل.
وفي اجتماع حاشد في إحدى القرى الشرقية الصغيرة، ركزت لوبان على قضاياها المفضلة، كالسيادة الوطنية، وتنظيم الهجرة، والإسلام، وما تدعوه بـ«العولمة الوحشية».
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن مارين لوبان، التي تبرز في المشهد السياسي والتي تتأهب لانتخابات شهري إبريل ومايو 2017، تعهدت بتأييد «فرنسا المنسيين، والمهجورين، والذين لا صوت لهم».
وألقت مارين لوبان، التي أعلنت ترشحها لسباق الرئاسة قبل شهور، خطابها السنوي، أخيراً، في «براشيه»، وهي قرية صغيرة في شمالي البلاد، غالبية سكانها عمال زراعيون متقاعدون أوفياء لها، وهو المكان الذي فازت فيه، رمزياً، بالنصيب الأكبر من الأصوات في الانتخابات الأخيرة.
وبالتوازي مع تناول موضوعات الاقتصاد، جاءت العلاقة بين مسلمي فرنسا وغير المسلمين كموضوع متكرر للطامحين بمقعد الرئاسة، وذلك للبدء بحملاتهم الانتخابية.
وقبل كل شيء، يمكن المرور على سجل مارين لوبان، بشكل موجز، فقد ولدت في العام 1968، وهي ابنة السياسي اليميني المتطرف جان ماري لوبان، مؤسس حزب الجبهة الوطنية، ورئيسه السابق، والذي قاده طيلة 40 عاماً ليتنازل عن رئاسته لمصلحة ابنته.
مارست لوبان مهنة المحاماة بين 1992 و1998. مع انتخابها عضواً في البرلمان الأوروبي العام 2004، ناهيك عن إعادة انتخابها في سنة 2009.
تترأس لوبان حزب الجبهة الوطنية منذ 16 يناير 2011. وكانت مرشحة عن الجبهة الوطنية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2012، وحصلت على 14 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، إذ حلت ثالثة بعد الرئيس الحالي الاشتراكي فرنسوا هولاند، وغريمه السابق اليميني نيكولا ساركوزي.
دافعت لوبان عن الأفكار التي تتبناها الأحزاب اليمينية، ليس في فرنسا فقط، بل في دول أوروبا كافة، إذ سعت دائماً لتشكيل تحالف قوي بين الأحزاب اليمينية لضمان السيطرة على البرلمان الأوروبي. وعرفت بمواقفها ضد المهاجرين ودعوتها لترحيل غير الشرعيين منهم.
يقول بعض الساسة في اليسار إنها تستغل تلك القضايا المثيرة للجدل لتشجيع العنصرية في فرنسا، بيد أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن لوبان، وبشكل متزايد، قد تنجح في الوصول إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية.
وفي أعقاب سابقة بريطانيا، تعهدت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف بإجراء استفتاء وطني حول ما اذا كان يتعين على بلادها مغادرة أو البقاء في الاتحاد الأوروبي، في حال انتخابها رئيساً.
ومن جهة أخرى، وفي إشارة الى الجدل حول الحظر الفرنسي المحلي لملابس السباحة «البوركيني»، نددت لوبان بإخفاء النساء وراء الأثواب، وأوضحت أن المرأة يجب أن تحظى بنفس حقوق الرجل، من حيث التمتع بـ«بالأسلوب الفرنسي» للحياة على الشاطئ أو المدرسة، أو الشارع أو العمل.
,اتهمت زعيمة الجبهة الوطنية الرئيس الفرنسي السابق والمحافظ نيكولا ساركوزي، الذي يعد أحد خصومها المحتملين في الانتخابات الرئاسية، بأنه يتعهد بالولاء للتشدد والتطرف.