أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، إن إيران تخطت كل الخطوط الحمراء وخرقت الاتفاق النووي، في وقت شنت إيران هجوماً حاداً على ألمانيا وأوروبا، عقب زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى طهران، أول أمس.

حيث تم وصف ماس بأنه يمثل رواسب النازية والفاشية، وأوروبا العاجزة، بعد تجسيد لفشل الدبلوماسية الإيرانية الحصول على تنازلات من ألمانيا وبقية الدول الأروبية.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن إيران تخطت كل الخطوط الحمراء وخرقت الاتفاق النووي. وأكد جون بولتون، في تصريحات للصحافيين، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان صحيحاً بالانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات على الاقتصاد الإيراني.

مشيراً إلى أن فرض عقوبات على إيران كان له آثار كبيرة على اقتصادها، وأن إيران تستخدم الصواريخ الباليستية لنشر الإرهاب في الشرق الأوسط.

من جهة أخرى أكد جيمس جيفري المبعوث الأمريكي إلى سوريا أن أنشطة الإيرانيين طالت سوريا ولبنان واليمن، وحملة الضغط الأمريكية تستهدف إخراجها، مشيراً إلى أن واشنطن ستواصل الضغط على إيران اقتصادياً لتحقيق أهدافها.
هجمات الصحف
إلى ذلك، عكست تغطيات الصحف الإيرانية حالة الارتباك التي يواجهها النظام الإيراني بعد فشله في الحصول على دعم أوروبي بشأن العقوبات المفروضة على طهران.

ونشرت صحيفة «جوان» الإيرانية المحافظة المتشددة على صفحتها الأولى رسماً كاريكاتورياً يظهر فيه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس مرتدياً ربطة يد عليها صليب معكوف وشارب كشارب هتلر وهو يؤدي التحية النازية. وأرفقت الرسم بمقال جاء فيه: «تتجلى رواسب النازية والفاشية العفنة في روح أوروبا الأضعف في التاريخ».

وأضافت، أن الاتحاد الأوروبي «أرسل مندوبه إلى إيران ليقول إنه لا يمكن لأوروبا أن تطبق أي شيء دون الموافقة الأمريكية، لكن لا يمكنها كذلك القبول برفض إيران تطبيق بعض التزاماتها».وكانت إيران تأمل من ألمانيا موقفاً داعماً لها بشأنالعقوبات الأمريكية، إلا أن ألمانيا طالبت النظام الإيراني بالحفاظ على الاتفاق النووي، وعدم التصعيد في المنطقة عبر خفض التوترات؛ الأمر الذي أثار غضب إيران. وسبق لدول أوروبية عديدة نبّهت إيران إلى ضرورة عدم استخدام لغة التهديد والابتزاز.

أما صحيفة «رسالت» المحافظة، فسخرت من تعهدات أوروبا المتكررة بإنقاذ الاتفاق النووي، مشيرة إلى أنه «لا يمكن للعاجزين تحقيق المعجزات».

وأثارت انتقادات الاتحاد الأوروبي الشديدة الشهر الماضي لقرار إيران الرد عبر إعلانها عن نيتها التخلي عن بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق مزيداً من الغضب في إيران. وحين اختارت إيران الرد فإنها لجأت إلى الصحف وليس الوسائل الدبلوماسية الرسمية.