أقر مجلس العموم البريطاني، أمس، تعديلاً يلزم رئيس الوزراء بوريس جونسون بالتفاوض مع بروكسل على إرجاء الموعد المقرر لخروج المملكة من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر الجاري.

وبأغلبية 322 صوتاً مقابل 306، وافق النواب على التعديل الذي قدّمه النائب أوليفر ليتوين، الذي يهدف إلى إتاحة مزيد من الوقت للنواب، لمناقشة الاتفاق الذي أبرمه رئيس الوزراء مع بروكسل، دون المخاطرة بحصول «بريكست» دون اتفاق في 31 الجاري.

غير أن رئيس الوزراء سارع إلى إعلان رفضه الطلب من الاتحاد الأوروبي إرجاء الموعد المحدد لبريكست، ونقلت تقارير أن الحكومة حددت غداً الاثنين موعداً للتصويت على اتفاق بريكست.

وللمرة الأولى منذ حرب فوكلاند في 1982 يعقد مجلس العموم جلسة استثنائية، سيحاول خلالها جونسون إقناع أعضاء مجلس العموم بالموافقة على الاتفاق الذي أبرمه مع التكتل.

وفي وقت من الليلة قبل الماضية أعلن جونسون أن بلاده ستنسحب من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر الجاري كما هو مقرر، حتى إذا رفض نواب البرلمان أحدث اتفاق خروج مع التكتل.

ويرفض رئيس الوزراء البريطاني بشكل قاطع إرجاء موعد بريكست الذي تم تأجيله مرتين، دون أن يكشف ما سيفعل.

ويُرغم قانون صوّتت عليه المعارضة الشهر الماضي بدعم من 21 نائباً محافظاً متمرداً، جونسون على الطلب من بروكسل إرجاء جديد لموعد بريكست مدته 3 أشهر، وسيتطلب ذلك موافقة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإجماع.

في هذه الأجواء الضبابية، طالبت المفوضية الأوروبية رئيس الوزراء البريطاني بالإسراع في توضيح الخطوة المقبلة في شأن الاستعداد لبريكست بعدما قرر مجلس العموم إرجاء التصويت على الاتفاق الذي تم التوصل إليه.

وقالت الناطقة مينا أندريفا: «إن بروكسل أخذت علماً بالتصويت في مجلس العموم على تعديل يقضي بإرجاء التصويت على الاتفاق»، مضيفة: «على الحكومة البريطانية أن تبلغنا بالخطوات المقبلة في أسرع وقت».

وفي سياق متصل، شارك الآلاف من الأشخاص في مسيرة وسط لندن، أمس، للدعوة إلى إجراء استفتاء ثانٍ على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقالت الجماعة المنظمة للمسيرة المسماة «تصويت الشعب»، المدعومة من مشرعين مؤيدين للاتحاد الأوروبي من الأحزاب السياسية الرئيسية في بريطانيا، إنها تأمل أن تجذب الآلاف من المؤيدين لجعل المسيرة إلى البرلمان «واحدة من أكبر وأهم الاحتجاجات التي شهدتها بلادنا على الإطلاق».

وقال المنظمون في تغريدة: «دعونا نجري استفتاء ثانياً له القول الفصل، حيث نثق في الشعب وليس في بوريس جونسون لحل أزمة بريكست».

وذكرت جماعة «تصويت الشعب» أن المتظاهرين «سيرسلون رسالة بصوت عالٍ وواضح للحكومة وللنواب بأنهم يجب أن يثقوا في الناس، وليس في بوريس جونسون، لحل أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي».