أجمعت الدول الغربية على ضرورة إجراء تحقيق دولي شفاف بشأن ملابسات إسقاط الطائرة الأوكرانية في سماء طهران بصاروخ أرض جو إيراني، وفيما بدت فرنسا إجراءات إنشاء لجنة التحقيق، أقرت إيران بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة، جراء حالة التوتر التي دخل فيها الحرس الثوري، وعلى الفور طالبت أوكرانيا باعتذار إيراني واضح ودفع التعويضات اللازمة، ما دفع الرئيس الإيراني حسن روحاني الى تقديم الاعتذار.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، التي راح ضحيتها 176 شخصاً، فجر الأربعاء، إلا أنه زعم أن الصاروخ الذي أطلق باتجاهها انفجر قرب الطائرة، قائلاً: «إن الطائرة حرفت مسارها للعودة»، وهو ما نفته لاحقاً أوكرانيا بالخرائط. وعازياً السبب إلى «التوتر» الذي كان سائداً، قال قائد القوة الجوفضائية في الحرس، أمير علي حاجي زاده، إن الحرس ظن أن الطائرة الأوكرانية التي أسقطها في إيران صاروخ كروز، كاشفاً أنها أُسقطت بصاروخ قصير المدى، وأضاف في مؤتمر صحافي أن الحرس «سيقبل أي قرار يتخذه المسؤولون في هذا الشأن». وكان رئيس الحكومة الإيرانية حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف استبقا المؤتمر الصحافي بالتغريد على تويتر مقرّين بمسؤولية بلدهما عن إسقاط الطائرة.ويأتي هذا التصريح ليكذب كافة التصريحات السابقة التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون، مؤكدين أن الطائرة لا يمكن أن تكون قد سقطت بصاروخ، وداعين إلى انتظار اكتمال التحقيقات لمعرفة سبب السقوط.
اعتذار وتعويض
من ناحيته توقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تعترف إيران بالمسؤولية الكاملة عن إسقاط الطائرة الأوكرانية، وتقديم مَن يقفون وراء الحادث إلى العدالة. وقال زيلينسكي إن كييف تنتظر اعتذارات رسمية عبر القنوات الدبلوماسية ودفع تعويضات. وبعد ذلك ذكر مكتب زيلينسكي أن الرئيس الإيراني حسن روحاني قدم اعتذارا باسم بلاده عن إسقاط الطائرة.
وقال الرئيس إن إقرار إيران بإسقاط الطائرة خطوة في الاتجاه الصحيح مضيفا أنه ينبغي محاسبة المسؤولين.
وأعلن مكتبه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدأ إجراءات رسمية لفتح تحقيق دولي في تحطم الطائرة، وأضاف مكتب زيلينسكي في بيان أن الرئيس اتفق مع ماكرون أمس السبت على أن يساعد خبراء فرنسيون في فك شفرة الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة. وأضاف أن ماكرون وافق على زيارة كييف.
وفي الاتجاه ذاته طالب رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بتحقيق دولي شامل وشفاف ومستقل في تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران. ووصف جونسون، في تصريحات صحفية، اعتراف إيران بإسقاط الطائرة الأوكرانية بالخطأ بأنه «خطوة أولى مهمة». وقال: «سنعمل بشكل وطيد مع كندا وأوكرانيا والشركاء الدوليين المتضررين من حادث الطائرة المنكوبة». والخميس الماضي، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن مصادر استخباراتية عدة، بما في ذلك كندية، تشير إلى أن طائرة البوينغ 737 التي تحطمت قرب طهران «أُسقِطت بصاروخ أرض-جو إيراني».
غضب شعبي
وبعد ساعات من إقرار الحرس الثوري، انطلقت تظاهرات طلابية أمام جامعة أمير كبير في طهران، وعلت الهتافات المنددة بالمرشد الإيراني، علي خامنئي، والسلطات، وطالب المحتجون خامنئي بالرحيل، فيما أظهرت فيديوهات قوات الباسيج تقوم بتطويق تجمع للطلاب في طهران.
وفشلت تعازي المرشد الأعلى الإيراني والرئيس حسن روحاني في تهدئة الإيرانيين الغاضبين الذين عبروا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم لإخفاء الحقيقة من جانب المؤسسة الحاكمة.
وتساءل كثير من الإيرانيين عن السبب في أن السلطات لم تغلق مطار طهران والمجال الجوي للبلاد وقت أن كانت في حالة تأهب لصد انتقام محتمل بعد الضربات الصاروخية. وكتب أحمد بطيبي على تويتر: «أنتم انتقمتم من الإيرانيين». وجاء ذلك رداً على قول روحاني على تويتر: «تأسف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة لهذا الخطأ الكارثي». وكتب مستخدم اسمه صادق على تويتر يقول: «لا شيء غير الاستقالة».