أطلقت المخابرات الألمانية تحقيقاً في 4 أبريل 2017 حول توظيف تركيا لاتحاد المساجد التركية في ألمانيا «DITIB» للقيام بأعمال تضر الأمن القومي الألماني، وأشار التحقيق وفق أكاديمية «ذي كونفرسيشن» إلى أن أردوغان ومنذ وصوله للحكم عمل بالتنسيق مع جماعة الإخوان وقطر على تحويل مهمة المساجد في أوروبا إلى الدعاية للعثمانية الجديدة، والإنفاق على الخلايا الداعشية الأوروبية، وكشف التحقيق عن قلق الدول الأوروبية من دعم أنقرة للأئمة الأتراك، وتمويل المساجد والجمعيات الدينية التركية لأوكار نشر التطرف والإرهاب، وهو ما دفع بعض الدول الأوروبية لإغلاق عدد كبير من المساجد التي يديرها أتراك، والامتناع عن استقبال أئمة جدد من تركيا بعدما تأكد لديها أن الأئمة الأتراك الموجودين يمارسون أنشطة تجسّسية لصالح الاستخبارات التركية، ويتلقون تمويلاً من تركيا حيث يوجد في ألمانيا وحدها نحو 3 ملايين شخص من أصول تركية يديرون ما يقرب من 2000 مسجد ضمن 3000 مسجد في كل ألمانيا، وكشف هذا التحقيق عن أن الاتحاد التركي للشؤون الدينية يدير ويمول 900 مسجد عثماني.

ومن أبرز المساجد والمنظمات التي تديرها تركيا مسجد كولونيا في حي إرنفيلد على مقربة من برج تلفزيون كولونيا، ومسجد «المعماري سنان» في موزباخ على الضفة الغربية من نهر الإلتس في مدينة موزباخ بولاية بافاريا، ومسجد سيتليك بالقرب من مقبرة الأتراك، ومسجد الفاتح في مدينة ايسن غرب البلاد، ومسجد يافوز سلطان سليم بادن في فورتمبرغ مانهايم، بالإضافة إلى إدارة مساجد في النمسا وفرنسا وغيرهما، ويستخدم أردوغان «DITIB» كجزء من شبكات التحكم في الأتراك المغتربين من أجل أهدافه الخاصة. وأدى التشويه التركي لدور المساجد إلى مفاقمة حالة الخوف من الإسلام والمسلمين (الإسلاموفوبيا) في أنحاء أوروبا والعالم.

ولا يقل خطر الخلايا الموالية لأردوغان و«الإخوان» عن «داعش» و«القاعدة» على ألمانيا والدول الأوروبية، هذه هي الخلاصة التي توصلت إليها المخابرات الداخلية الألمانية على أكثر من مستوى مخابراتي، وهو ما دفع أكبر حزبين في ألمانيا وهما الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي تنتمي له المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وشريكها الأكبر في الائتلاف الحاكم الحزب الاشتراكي الاجتماعي إلى بحث إدراج الخلايا التركية المرتبطة بجماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، فخلال العقدين الماضيين خدعت تركيا وتنظيم الإخوان الساسة والحكومات في ألمانيا بأنها «معتدلة»، وعندما وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001 التي قام بها «القاعدة»، وما اقترفه «داعش» من مذابح بداية من 2013 قدم التنظيم الإخواني نفسه كجماعة وسطية أقل خطورة من التنظيمين.