طلبت حملة إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب الأربعاء إعادة الفرز جزئيا لنتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية ويسكونسن وذلك في إطار محاولات تبدو شبه مستحيلة لقلب النتيجة التي جاءت في صالح المرشح الديمقراطي جو بايدن.
ومع بقائه بعيدا عن الأنظار يصر الرئيس الجمهوري على التنفيس عن غضبه عبر تويتر حيث يسوق مزاعم بحدوث تزوير في الانتخابات بعضها لا يستند إلى أي دليل والبعض الآخر غير صحيح بشكل واضح.
وقال مسؤولو الانتخابات في ويسكونسن وكذلك في جورجيا إنه من غير المحتمل أن يؤدي إعادة فرز الأصوات في هاتين الولايتين إلى تعويض خسارة ترامب.
وحذر بايدن من أن استمرار تأخر الاعتراف به كفائز قد يعني تأخر استعدادات الولايات المتحدة "لأسابيع وأشهر" في توزيع لقاح فيروس كورونا.
وترفض المحاكم دعاوى قضائية يزعم فيها ترامب دون سند حدوث تزوير بالانتخابات لكن استطلاعات الرأي تظهر أن هذه المزاعم تلقى صدى على المستوى السياسي إذ يعتقد في صحتها نحو نصف الجمهوريين بحسب استطلاع رويترز/إبسوس.
وقالت لجنة الانتخابات في ويسكونسن إنها ستعيد فرز الأصوات في مقاطعتي ميلووكي ودان، وهما منطقتان يهيمن عليهما الديمقراطيون، بعد أن سددت حملة ترامب ثلاثة ملايين دولار وهو مبلغ يقل عن 7.9 مليون دولار تكلفة إعادة الفرز بالولاية بأكملها.
وفاز بايدن في ويسكونسن بفارق أكثر من 20 ألف صوت وحصل على 49.5 بالمئة من الاصوات مقابل 48.8 بالمئة لصالح ترامب.
وفي ولاية جورجيا قال مسؤول كبير إن مسؤولي الانتخابات في الولاية بصدد الانتهاء من إعادة فرز الأصوات بحلول نهاية اليوم الأربعاء (بالتوقيت المحلي).
وقال جابرييل ستيرلينج المدير التنفيذي لنظام التصويت في جورجيا في اتصال عبر الفيديو مع الصحفيين إن الولاية ستعلن نتائج إعادة الفرز غدا الخميس.
ويعرقل رفض ترامب الاعتراف بنتائج انتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثاني الانتقال السلس لإدارة جديدة ويعقّد تعامل بايدن مع جائحة فيروس كورونا عند توليه المنصب في 20 يناير.
وحصل بادين على 306 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 232 لصالح ترامب. وفاز في الاقتراع الشعبي المباشر بفارق أكثر من 5.8 مليون صوت.
وللبقاء في منصبه، يحتاج ترامب إلى تغيير النتائج في ثلاث ولايات على الأقل، وهو أمر غير مسبوق، للوصول إلى النصاب المطلوب في المجمع الانتخابي وهو 270 صوتا.
ويتشبث الرئيس أيضا بالأمل في أن يؤدي إعادة الفرز اليدوي الذي أمرت به ولاية جورجيا إلى محو تقدم بايدن البالغ 14 ألف صوت هناك كما يشكك في النتائج بولاية ميشيجان.
* موعد نهائي في ديسمبر
وتواجه الولايات موعدا نهائيا في الثامن من ديسمبر كانون الأول للتصديق على نتائج الانتخابات قبل التصويت الرسمي للمجمع الانتخابي في 14 ديسمبر كانون الأول.
ومن المقرر أن يقوم الكونجرس بإحصاء أصوات المجمع الانتخابي في السادس من يناير كانون الثاني، وهو إجراء شكلي في العادة. لكن أنصار ترامب في مجلسي الشيوخ والنواب يمكن أن يعترضوا على النتائج في محاولة أخيرة لحرمان بايدن من 270 صوتا وتحويل القرار النهائي إلى مجلس النواب.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس ونُشر اليوم الأربعاء أن حوالي نصف الجمهوريين يعتقدون أن ترامب "فاز عن حق" لكن الانتخابات سُرقت منه.
ووافق 73 في المئة من المشاركين في الاستطلاع على أن بايدن قد فاز، بينما اعتقد خمسة بالمئة أن ترامب فاز. لكن عندما سئلوا على وجه التحديد إن كان بايدن "فاز عن حق"، قال 52 في المئة من الجمهوريين إن ترامب فاز عن حق، بينما قال 29 في المئة فقط إن بايدن فاز عن حق.
وقال مسؤولو انتخابات من كلا الحزبين في أنحاء الولايات المتحدة إنه ليس هناك دليل على عبث بالأصوات، وخلصت مراجعة اتحادية إلى النتيجة ذاتها.
وأقال ترامب أمس الثلاثاء مسؤول الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الذي أثار غضبه برفضه دعم مزاعم التزوير في الانتخابات.
وقالت المحكمة العليا في بنسلفانيا اليوم الأربعاء إنها ستنظر في طلب قدمته حملة ترامب لإبطال آلاف الأصوات التي أدلى بها الناخبون عبر البريد في فيلادلفيا ولا تحمل بيانات المرسل على الظرف الخارجي.
وفي جلسة استماع عقدتها المحكمة أمس، بدا القاضي ماثيو بران متشككا في طلب ترامب منع المسؤولين من التصديق على فوز بايدن في تلك الولاية بأكثر من 80 ألف صوت.
وقال بايدن وكبار مستشاريه إن تحدي ترامب قد يعرض للخطر جهود احتواء حالات كوفيد-19 المتزايدة، ويمنع تخطيط توزيع اللقاح في بلد توفي فيه أكثر من 248 ألفا بسبب الجائحة.
وعقد بايدن اجتماعا افتراضيا اليوم الأربعاء مع كبار العاملين بمجال الرعاية الصحية في ولاية ديلاوير والذين شكوا من نقص معدات الحماية الشخصية وفحوص كوفيد-19 لهم شخصيا.