أنتوني بلينكن.. مرشح الانقلاب على دبلوماسية ترامب

ت + ت - الحجم الطبيعي

من بين خيارات كثيرة لمرشحين لحقيبة الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي الفائز في الانتخابات الأخيرة، وقع اختيار جو بايدن على أنتوني بلينكن لهذا المنصب، ما يشير -بحسب وسائل إعلام أمريكية- إلى أن بايدن يريد إعادة الدبلوماسية الأمريكية وسياستها الخارجية إلى السكّة التقليدية، طاوياً صفحة من التقلّبات في عهد الرئيس الموشكة ولايته على الانتهاء والرافض للاعتراف بهزيمته، دونالد ترامب.

وحسب إذاعة «إن بي آر» الأمريكية فإن بلينكن (58 عاماً) درس القانون في جامعة هارفارد وتخرج فيها، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة كولومبيا عام 1988، وعمل في مجال دراسته لفترة بعد تخرجه ثم انخرط في المجال السياسي في الولايات المتحدة.

يملك خبرة ممتدة في شؤون الخارجية والأمن القومي الأمريكي، وكانت بدايته على المستوى السياسي عام 1994 من خلال منصب المدير الأول لكتابة الخطابات في مجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض الذي استمر حتى عام 2001. وبالتزامن، شغل منصب المدير الأول للتخطيط الاستراتيجي واستمر في هذا المنصب منذ 1994 حتى 1998.

وفي عام 1999 تولى منصب المدير الأول للشؤون الأوروبية والكندية إلى جانب عمله كالمساعد الخاص للرئيس واستمر به حتى عام 2001، وفي العام التالي عُين مديراً للموظفين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وظل يعمل في وظيفته الجديدة حتى عام 2008. وبحلول عام 2009 حتى عام 2013 بدأ وزير الخارجية المرشح، في عمل جديد كنائب مساعد الرئيس، كما تولى منصب نائب مستشار الأمن القومي من 2013 حتى 2015 في عهد الرئيس باراك أوباما.

عام 2015 كان أنتوني بلينكن أول مسؤول حكومي أمريكي شغل منصب نائب وزير خارجية الولايات المتحدة، وإلى جانب الوظائف التي تولاها كان بلينكن عضواً في الفريق الانتقالي الرئاسي لأوباما وبايدن، كما شارك في الحملة الانتخابية لبايدن.

ويدير بلينكن شركة الاستشارات «ويست اكسيك ادفايزرز» التي شارك في تأسيسها.

ميشيل كيلمن الخبيرة في إذاعة «إن بي آر» تقول: «بالنسبة لبايدن، فإن اختيار بلينكن يعني الاتجاه نحو سياسة خارجية أكثر تقليدية تفضل العلاقات الدولية القوية». وستتركز أولى مهامه على إصلاح العلاقات بين واشنطن والحكومات الأجنبية وحلفاء الولايات المتحدة التي توترت بشدة في ظل سياسة ترامب «أمريكا أولاً» وفقاً لما نقل موقع «مصر العربية» عن الإذاعة الأمريكية.

كما سيولي بلينكن اهتماماً خاصاً بإصلاح هيكل مؤسسة الخارجية الذي شهد انقلاباً في عهد ترامب بمغادرة العديد من الدبلوماسيين المخضرمين والتقاعس عن تعيين موظفين جدد.

ويأتي اختيار بلينكن على حساب عدد من الأسماء التي ترددت خلال الفترة السابقة لتولي حقيبة الخارجية أبرزها سوزان رايس مستشارة الأمن القومي السابقة. لكن رايس تواجه انتقادات بشأن تعاملها مع هجوم إرهابي استهدف القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية عام 2012 وتسبب في مقتل السفير الأمريكي آنذاك كريستوفر ستيفنز ومساعدين له.

ويبدو أن بايدن رأى أن ترشيح رايس سيفتح معركة في مجلس الشيوخ الذي يجب أن يصدّق أو يرفض ترشيحات الرئيس.

ومن الأسماء التي ترددت كأحد المرشحين للمنصب كذلك السيناتور كريس كونز، لكن من شأن هذا الاختيار أن يهدد مقعداً ديمقراطياً بمجلس الشيوخ الذي لم يتضح بعد من سيحقق الأغلبية فيه.

Email