إعلان منظمة »صحافيون بلا حدود« ان الولايات المتحدة وألمانيا تحاربان حرية الصحافة واحتلالهما رقم 21 و18 على التوالي في سجل محاربة الصحافة يعطي إشارة واضحة ان العالم الغربي يسير خلف منظومتنا العربية في محاربة الصحافة وان العالم العربي بدأ يصدر هذا الفن إلى دول متقدمة وما فيش حد أحسن من حد.

قبل شهور قليلة جاء تقرير الأمم المتحدة حول التنمية في العالم العربي بحقائق يعرفها الجميع حيال وضع الحريات في العالم العربي ومنها حرية الصحافة وكيف تتعامل كثير من السلطات الرسمية مع الصحافة والأقلام الحرة التي تكسرت نصالها تحت وطأة الهراوات التي تصنع في الدول الغربية.

الولايات المتحدة وألمانيا تنساق إلى التضييق على الصحافيين وقد تتبعها دول أخرى متقدمة وقد تطلب هذه الدول الخبرة العربية في هذا المجال خصوصا ان وزراء الداخلية العرب هم الأنشط على ساحة التنسيق والتعاون العربي ولم تنقطع اجتماعاتهم لتحقيق هذه الغاية والصحافة استأثرت دوما بنصيب وافر في أجندة هذه الاجتماعات.

الغريب في الأمر ان معظم الدول التي تعاني فيها الصحافة لديها علاقات قوية وراسخة مع الولايات المتحدة راعية الحرية التي تتباكى عليها ليلا ونهارا .

وكما يقول كلوفيس مقصود لم تحرك أميركا ساكنا تجاه المظاهرات في تونس ردا على زيارة شارون في الوقت الذي أشادت فيه ورحبت بمثيلاتها في لبنان مثلا وهي بهذا تذكرنا بمسألة المعايير المزدوجة التي باتت قرينا لكل قضية تتحدث عنا الولايات المتحدة .

ولم نسمع يوما ما ان الولايات المتحدة راعية الحرية وجهت كلاما ونقدا حازما لدولة عربية أو حول حرية الصحافة الا ضمن المعايير التي بات يعرفها العربي أينما كان.

الدساتير العربية جميعها تؤكد على حرية الصحافة والتعبير لكن التطبيق والعمل يختلف تماما عن المكتوب والأدهى انك ستجد من الصحافيين من يبرر للسلطة استخدام الهراوة أو السجن ضد الصحافة ويدافعون عن سيادة الدولة وهيبتها المهددة من كلمة تقال او رأي كفلته مختلف الشرائع السماوية منذ حمورابي وحتى الشرائع الحديثة.

في العصر الحديث ستجد من يبيح ضرب الإنسان وامتهان كرامته »لدواع امنية« وكلمة الأمن أصبحت قميص عثمان ومشجباً تعلق عليه كل الفظائع التي ترتكب ولا ادري ماهية هذا النظام أو تلك الدولة التي تخشى على نفسها من كلمة تقال.

أشعار بشار بن برد وابو نواس الفاضحة كانت تصل الى الجميع ولم تطالهم يد رقيب او زائر بليل فكيف بنا في زمن الحضارة والتقدم وما زال البعض يصر على ان الصحافة يجب ان تكتب مقالات الحمد والتمجيد فقط والا فالقيود هي الفيصل.

asmadi@albayan.ae