لا نكشف سرا اذا قلنا ان القاعدة بأزلامها ورموزها فقدت قاعدتها وشعبيتها التي قد تكون حققتها في بداية عملياتها خصوصا عندما تورطت عن سابق تصميم في دماء المدنيين العزل في عواصم ومدن عربية وهي دماء حرمتها جميع الشرائع السماوية الا بالطبع شريعة القاعدة.

ويمكن القول ان القاعدة وكأحدى مظاهر او افراز لفكر الخوارج المشوه في طريقها الى الزوال تماما كما زالوا وزال فكر سلفهم من قبل وهو ذلك الفكر الذي سول لهم قتل امام المسلمين علي بن ابي طالب رضي الله عنه.

واذا كان الفكر الخارجي قد اباح دم الإمام علي ابن أبي طالب فكيف لا يبيح دم الملسمين وغير المسلمين من المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في صراع السياسة كما يدعون، والجهاد طريقه معروف ومبرراته واضحة لا لبس فيها ووصايا الرسول وخلفاؤه كانت دوما واضحة في تحريم الاعتداء على الأطفال او النساء او الشيوخ.

تفجيرات عمان الأخيرة لا تختلف عن سابقاتها في شرم الشيخ والقاهرة والرياض وهي تضاف الى الرصيد القذر لنفر من الناس نصبوا انفسهم حكاما واربابا على العباد.

ولكننا نقول ان هذه الاعمال ستكون معولا آخر لهدم ما تبقى من فكر الخوارج الذي يمرق من الدين كما تمرق الرمية من السهم حتى وان بانت معالم السجود في جباههم هكذا وصفهم رسول الله ان جباههم التي تلطخت بدماء المسلمين وهم ابعد ما يكونون عن شرف الجهاد.

اعتقد انه من المبالغة القول ان الأفق السياسي لهؤلاء ضيق، والصواب انهم لا يملكون هذا الافق أساسا والقتل العبثي الذي يتلطخون به ابلغ شهادة على ان الناس وهذا الدين العظيم بالذات سيلفظهم كما لفظ اسلافهم من قبل.

وبرغم الدماء التي سالت فأن تفجيرات عمان تحمل بشائر في أنها ستكون معولا آخر لهدم افكار الخوارج الجدد الذين ابتليت بهم الأمة كما ابتليت بالأمس.

بقي القول ان ما حدث في عمان في اربعاء تشريني دام يعد شهادة بامتياز لفشل ادارة الرئيس بوش وكتيبة المحافظين الجدد الذين استقدموا كل فكر منحرف وكل قاطع طريق وسارق و مرتش وغيرهم ممن جاءوا معهم الى العراق الذي كان عصيا عليهم قبل ذلك ونفثوا سمومهم التي طالت مدنا عربية كانت آمنة مطمئنة .

asmadi@albayan.ae