للتذكير فقط فهو بول بريمر الحاكم المدني السابق للعراق والذي ارتبط اسمه بحل الجيش العراقي وقرارات وممارسات لا يمكن ان نسميها أخطاء بقدر ما هي خطايا او بمعنى أدق نوايا مبيتة ضد هذا البلد الذي دمره احتلال عسكري، أعاد للأذهان الغزوات البربرية للمدن المتحضرة على أيدي قطاع الطرق واللصوص.

وبريمر هذا لمن لا يعلم لم يكن أكثر من أداة تنفيذية تم اختيارها بعناية لتصوغ وتضع جملة من القوانين والأعمال التي ما زالت سارية هناك وأهمها تسريح الجيش وحل الوزارات وبمعنى أوسع تفكيك بنية الدولة العراقية وتمزيقها وفق رؤية اختطها رامسفيلد وولفوتيز ومستشاريهم.

لا يمكن ان نقول إن حل الجيش العراقي كان احد أخطاء بريمر كما يقول اليوم من يدافعون عن سياسة أميركا في العراق ولكنها خطوة محسوبة نفذتها الإدارة الأميركية فهي تعلم ماذا كان يعني الجيش العراقي ودعونا من بعثية الجيش وولائه للنظام السابق، فهي كلها حجج واهية وكان يمكن تسريح القادة الكبار في الجيش وقادة الفرق والإبقاء على هيبة الجيش وبنيته لو كانت هناك نية سليمة وموقف عاقل يصوغ الأمور.

لن نناقش الأخطاء الكارثية والخطايا التي ارتكبها جنود العم سام هناك وهم طلائع الحرية والديمقراطية، ولكن تعالوا معي وتخيلوا لو كان الجيش العراقي موجودا اليوم هل تحدث كل هذه المجازر..هل يمكن لقطاع الطرق واللصوص ان يعيثوا فسادا في البلاد والعباد كما يحدث هذه الأيام؟ هل كان الزرقاوي وغيره بمقدورهم التحرك بحرية لضرب فنادق عمان وغيرها؟

هذه الحقائق سقناها بمناسبة صدور استبيان لمؤسسة زغبي الدولية ومقرها واشنطن والذي يؤكد ان سمعة الولايات المتحدة وصورتها في العالم العربي تزداد سوءاً وان حملات العلاقات العامة التي تقوم بها هذه الإدارة لم تشفع لها عند المواطن العربي فهو ما زال يراها دولة معتدية وداعمة لكل شكل من أشكال الإرهاب الدولي.

تقرير الزغبي يشير إلى أن 84 بالمئة من المصريين و 82 بالمئة من السعوديين قالوا ان موقفهم تجاه الولايات المتحدة ازداد سوءاً مقارنة مع السنة التي سبقتها.

هذه الصورة لم تقتصر على هاتين الدولتين ففي الأردن والمغرب والإمارات كانت النتائج مشابهة وهي تردي صورة أميركا في أذهان نسبة ليست قليلة من أبناء هذه المنطقة خصوصاً إذا علمنا ان صاحب المؤسسة حاور أكثر من 800 شخص خلال أكتوبر الماضي للاطلاع على آرائهم وانطباعاتهم. وهذه أخبار قد لا تسر كارين هيوز مديرة العلاقات العامة المكلفة بتحسين صور أميركا لدى المواطن العربي والتي زارت السعودية ومصر وتركيا خلال أكتوبر الماضي لكن يبدو ان هيوز لن تصلح ما أفسده رامسفيلد وصاحبه.