مرة أخرى يحاول توني بلير وضع العربة أمام الحصان خلال زيارته الأخيرة للأراضي المحتلة في خطوة باتت معروفة على زعيم سياسي بات انعاكسا لمواقف الرئيس بوش بل هو اقرب إلى ان يكون وزير إعلامه.

بلير يقول ان المجتمع الدولي وبريطانيا مستعدان للعمل مع حكومة حماس اذا اعترفت الأخيرة بحق إسرائيل في الوجود وهو يقول أيضا ان السلام في المنطقة ممكن ان يتحقق بدون سوريا. لكن ماذا عن اعتراف إسرائيل بالحقوق الفلسطينية والعربية في فلسطين وهي الأرض واللاجئون الذين شردتهم إسرائيل أعوام 48 و 67 ونهبت ممتلكاتهم .

ألا يعتقد السيد بلير أن دولته وهي المملكة المتحدة مسؤولة مباشرة عن هذه الحالة الفلسطينية الفريدة حيث يطالب المجتمع الدولي الضحية بالاعتراف بالجلاد الذي يلهب ظهورهم بالسياط.

هل المجتمع الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة تحول إلى مجتمع الغاب البقاء فيه للأقوى بدليل أن كوفي عنان نفسه قبل سنوات أعلن أن الأمم لن تسمح بتدمير إسرائيل مع أنها سمحت بتدمير الشعب الفلسطيني من قبل وسمحت بحصار العراق طوال 13 عاما كاملة قبل احتلاله من قبل الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا.

لماذا يصر المجتمع الدولي الذي يعتبر توني بلير من ابرز زعمائه على تحقيق السلام قبل عودة الحقوق لأصحابها ولماذا تواجه جميع مشاريع الولايات المتحدة في المنطقة الفشل المستمر؟ أليس هناك عاقل مثل جيمس بيكر في تقريره الأخير يربط بين اغلب مشاكل الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية ويشير صراحة إلى أنها المفتاح لحل أزمات المنطقة المتعاقبة؟

ألم يحن الوقت بعد المساحة من التفكير والعقل وتحكيم صوت المنطق في قضايا المنطقة التي زادت احتقانا مع وصول جورج بوش الابن إلى البيت الأبيض وإصرار توني بلير على متابعته في كل خطوة وأنا أجزم أن الشعب الفلسطيني ومعه ملايين من الشعوب العربية التي حفظت عن ظهر قلب كل مفردات السلام والرفاة الاقتصادي الذي يتحدث عنه بوش وحليفه الأشهر بلير .

وهي كلمات تقال للاستهلاك الإعلامي أما الواقع فيعرفه بوش وبلير وهو لا منظمة التحرير ولا حماس مخولتان بالمصادقة على التنازل عن أي حق من الحقوق التي تحاول اسرائيل دوما تجنب الحديث عنها فهي حقوق للشعوب العربية والإسلامية وليست ملكا لشخص أو جهة بعينها.

الانتخابات التي دعا إليها محمود عباس لن تكون الحل والجو مشحون هناك وحصار الشعب الفلسطيني المحاصر قبل ذلك يعود إلى إصرار المجتمع الدولي على تفصيل ديمقراطية بمقاس أميركي يضمن عدم توجيه الأصابع إلى الطرف الإسرائيلي فلماذا لا يتركون الشعب الفلسطيني يدير شؤون نفسه، لماذا الانتخابات في كل أزمة مثلا؟وهل ستأتي هذه الانتخابات بعد كل انتخابات يفوز فيها طرف لا ترضى عنه إسرائيل أو الولايات المتحدة ؟

هل وفر المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة ظروفا ملائمة لمعيشة الشعب الفلسطيني؟ الشعب الفلسطيني لا يريد دعما ماليا كل ما يطالب به هو أن تخلو بينه وبين وارداته المالية وتفرجوا عن أمواله المحتجزة لدى إسرائيل.

هل السيد بلير وحليفه بوش على استعداد لإجبار إسرائيل على الاعتراف بالحقوق العربية والانسحاب من الأراضي التي احتلتها وقيام دولة فلسطينية كاملة دون أن يجبر الشعب الفلسطيني على خوض مفاوضات أخرى ثبت فشلها في السابق؟ . اعتقد انه أمر بسيط للغاية وليس فيه ذلك التعقيد الذي يحاول الجميع إقناع المنطقة به كل ما في الأمر أن قولوا لإسرائيل إن تنسحب وتقبل قيام دولة فلسطينية فهل هي مستعدة لذلك ؟ إننا حقا أمام حالة فلسطينية فريدة وغريبة .