"وزاري سوريا".. قرارات حازمة

حزمة جديدة من الاجراءات والقرارات اتخذتها الاسرة العربية فى ختام اجتماعاتها الثلاثة امس بالقاهرة، لوقف حمامات الدم المتصاعدة والتى ما عادت تحتمل، بعد ان فاقت فى بشاعتها كل الوصف وتجاوزت كافة الحدود فى سوريا، وهى تستهدف الاطفال والشيوخ والنساء والابرياء، وتدك المدن وتنسف الاحياء على رؤوس الثائرين المطالبين بالحرية والتخلص من حكم الفرد الجاثم على صدورهم منذ نحو نصف قرن.
القرارات الصادرة امس تشكل فى مجملها تصعيداً وتحركاً عربياً اشد قوة وامضى حزما،ردا على حالة التصعيد الدامى التى ينتهجها النظام فى سوريا،ومن شأنها ان تزيد من عزلة هذا النظام، الذى رفض قادته — للاسف — على مدى الشهور الماضية مساعدة انفسهم للخروج من ازمتهم، فكانت النتيجة غرقهم فيها حتى آذانهم، بعد ان ركبوا عنادعهم وامتطوا صهوات استكبارهم الاعمى، مفضلين الاحتماء بمظلات ومواقف بعض من تعتبرهم "اصدقاء" والتمترس خلف المصالح الضيقة، على نصائح ومبادرات الاشقاء لإنقاذ الوطن والخروج بكبرياء وكرامة من بين انياب ازمته الدامية.
وامام هذا الاستعلاء والتمسك المجنون بالبقاء فى السلطة بأى ثمن — حتى لو كان جماجم الابرياء — لم يعد هناك اى معنى لبقاء المراقبين العرب فى سوريا، ولذلك جاء بالامس قرار سحبهم متزامنا مع استقالة رئيسهم الفريق مصطفى الدابى واستبدالهم بقوات (عربية اممية) لحفظ السلام موفقا، حتى لا يتحول هؤلاء المراقبون الى (شهود زور) على مذابح وجرائم النظام المتغطرس!
كذلك جاء القرار العربى بوقف كل انواع التعاون مع ممثلى النظام السورى على كافة المستويات، وتشديد تطبيق العقوبات الاقتصادية ووقف التعاملات التجارية مع النظام باستثناء ما له مساس مباشر بالمواطنين السوريين، وهى خطوات نحسب انها تستهدف احكام عزلة النظام الرافض للامتثال للحكمة وصوت العقل. اما الترحيب العربى بدعوة تونس لاستضافة مؤتمر اصدقاء سوريا المقرر انعقاده 24 من شهر فبراير والحرص على المشاركة العربية فيه، فهى خطوة تعيد الى الاذهان مهمة لجنة اصدقاء ليبيا التى لعبت دورا كبيرا وملموسا فى دعم الثورة الليبية التى اطاحت بالعقيد القذافى واسرته من فوق عرش ليبيا.
وهو ما نعتقد انه مؤشر بقرب نهاية حكم نظام الاسد، خاصة مع اقتران تلك الخطوة بقرار آخر قرره الوزراء بفتح قنوات الاتصال مع المعارضة السورية، وتوفير كل اشكال الدعم السياسى والمادى لها ودعوتها لتوحيد صفوفها والدخول فى حوار جاد يحفظ لها تماسكها وفاعلياتها قبل مؤتمر تونس.
 
ما اتخذه الوزراء العرب بالامس بحاجة الى ادوات ووسائل ناجزة لتفعيلها سريعا حتى تؤتى ثمارها فى لجم آلات الموت فى سوريا، وتضع حدا للمجازر وتعيد القداسة والحصانة لدماء الاشقاء فى سوريا، التى استباحها واهدرها نظام نعتقد انه راح يتداعى ليضع نهايته بنفسه مرسومة بالاستعلاء والغطرسة واهانة شعبه الى حد القتل!




 

الأكثر مشاركة