قذيفتان في كل دقيقة على حمص، وحصار للعديد من المدن السورية لمنع وصول الأغذية وعلاج المصابين.

إضافة إلى حمص، تُحاصر قوات بشار الأسد مدن حماة وإدلب والزبداني ودرعا ودير الزور وأحياء سكنية في دمشق وريفها وحلب.

ملايين السوريين المدنيين محاصرون داخل منازلهم التي قُطعت عنها المياه والكهرباء وحُرمت من وسائل التدفئة في أجواء باردة جداً، وأصبح الحصول على ما يسد رمق الأهالي صعب المنال إذ تواجه من يحاول إدخال الغذاء لتلك الأحياء المحاصرة مغامرة يدفع حياته ثمناً لها مثلما حصل للكثيرين في حي بابا عمرو حيث قُتل شابان كانا يسعيان إلى إيصال الخبز لسكان الحي.

هذا الوضع المأساوي الذي تشهده معظم المدن السورية يتخطى الوصف الذي أطلقه العديد من المحللين السياسيين على ما يجري في سوريا باعتباره تطهيراً للمدن من معارضي نظام الأسد، إذ إن ما يحصل في هذه المدن المنكوبة يتعدى ذلك إلى إبادة جماعية بالقتل والتجويع، إذ لا يمكن وصف إطلاق قذيفتين كل دقيقة على مدينة حمص - التي تسقط على منازل مائة ألف سوري محاصر داخل أحيائها وفيهم آلاف الجرحى والجثث تتناثر في شوارعها - تطهيراً. الوصف الصحيح لما يجري إبادة جماعية يرتكبها نظام بشار الأسد الذي استمرأ العجز الدولي في وضع حدٍ لجرائمه التي تجاوزت كل ما شهدته البشرية من جرائم ضد الإنسانية.

هذا الوضع المؤلم وغير الإنساني الذي أصبح طابع العديد من المدن السورية يفرض على ضمير العالم أن يستيقظ وينقذ السوريين من إجرام نظام فَقدَ كل مقومات شرعية البقاء، فالسوريون وكل من يحمل قلبه ذرة عطف وإنسانية يستصرخون كل الدول - عرباً ومسلمين وأمريكيين وروساً وأوربيين وصينيين - أن يتجاوزوا خلافاتهم وعراكهم على تثبيت مصالحهم، وأن ينقذوا شعباً يتعرّض للإبادة قتلاً وتجويعاً وأن يتفقوا على إقامة ممرات إنسانية لإيصال الغذاء والدواء لإنقاذ ما تبقى من شعب حَكمَ عليه نظامٌ بالموت.