القدس تستغيث

مدينة القدس تواجه خطراً غير مسبوق اليوم، ربما هو الاشد منذ احتلالها فى ظل تلك الهجمة الشرسة التى تتعرض لها المدينة والمسجد الاقصى المبارك، وهو ما تعكسه بجلاء حالة تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات الاسلامية فى المدينة وانتهاك حرية أهلها، وتكثيف مخططات "تهويدها"، سواء من قبل قطعان المستوطنين او قوى التطرف الاسرائيلى التى تبنى سياساتها وتدير برامجها ومعاركها الانتخابية انطلاقا من افكار"توراتية" مدسوسة ومريضه" تقوم على تزوير التاريخ والجغرافيا، واستباحة ممتلكات وحقوق اصحاب الارض من مسلمين ومسيحيين واغتصابها!.

وتتزايد خطورة هذا التصعيد مع تكرار وتصاعد المحاولات والدعوات الإسرائيلية لاقتحام الأقصى المبارك في إطار استكمال "المشروع الأسود" لاستهداف المسجد وهدمه وبناء "الهيكل" المزعوم على أنقاضه. فضلا عن تزايد الاعتداءات على المصلين بالمسجد والتى كان احدثها ما جرى فجر امس عندما اقتحم العشرات من افراد القوات الخاصة بجيش الاحتلال المسجد الاقصى من باب المغاربة، واعتدوا على المصلين الذين تواجدوا في ساحات المسجد القبلي المسقوف.

 واعتقلت ثلاثة عشر منهم. يضاف الى ذلك المخطط الاسرائيلي الهيكلي والمعروف بالمخطط 2020 والذي يهدف إلى اعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، والمتمثل في تنفيذ مخطط لبناء أكثر من 50 ألف وحدة استيطانية حتى عام 2020، لخفض نسبة سكان القدس العرب وليصبح الفلسطينيون أقلية داخل مدينتهم التاريخية.

وهى اجراءات باطلة وملغاة بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني باعتبارها انتهاكا صارخا لأحكامها، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف واتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية.

 وامام تلك الهجمة الاخطر من الاعتداءات الاسرائيلية على سكان المدينة المقدسة، فان العالمين العربى والاسلامى مطالبان بتحركات عاجلة وفاعلة، لإنقاذ المدينة وتاريخها ورموزها المقدسة — اسلامية كانت او مسيحية — من بين انياب مؤامرات التهويد.. تحركات تخرج من دائرة التنديد والشجب، وتتحرر من طقوس الادانة التى اكتظت بها ادراج جامعتنا العربية، وتئن منها ارفف وزارات الخارجية العربية والاسلامية على مدى العقود الماضية.

وفي هذا السياق فاننا نتطلع الى ان يكون مؤتمر القدس الدولي السنوي العاشر
، الذى تحتضنه الدوحة يوم الاحد المقبل فاتحة خير وبادرة طيبة، تؤسس لمرحلة جديدة فى التعامل مع قضايانا المصيرية، وفى مقدمتها القضية الجوهرية والأساس فلسطين ودرّتها الغالية "القدس" التى تستصرخنا مستغيثة.. فهل نحن مجيبون بما ينبغى وبحجم الكارثة!؟

 

الأكثر مشاركة