عروبة القدس في خطر داهم

إيمانا بالدور القطري الرائد في دعم قضايا الامتين العربية والاسلامية، وتأكيدا للمسؤولية القومية التى تنطلق منها مرتكزات السياسة الخارجية القطرية، جاء افتتاح حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير البلاد المفدى امس للمؤتمر الدولي للدفاع عن مدينة القدس الذي تستضيفه الدوحة على مدى يومين وبمشاركة وفود من سبعين دولة عربية واسلامية ورموز وخبراء وباحثين ومؤرخين وقانونيين عرب وأجانب ينتمون لكافة الأديان السماوية والمؤسسات الاقليمية والدولية.

كما يجيء انعقاد المؤتمر تأكيدا لمواقف قطرالثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة في وجه سياسات الاحتلال الاسرائيلي الجائرة والمنتهكة لكافة القوانين والمواثيق الدولية. وهى مواقف اصيلة لا تقبل (المزايدة) ولا ينكرها سوى غلاة الجاحدين، فالقاصى والدانى يدرك جوهر ومعدن التحركات القطرية فى الساحات الدولية والاقليمية لفضح انتهاكات الاحتلال الاسرائيلى ومخططات التهويد الشيطانية التى تنفذ فوق تراب المدينة المقدسة منذ سنوات لتزوير تاريخ وجغرافيا المدينة  مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،ولعله من الانصاف القول ان سمو الأمير المسكون بهموم والام الامتين العربية والاسلامية  هو الذي أسس اللجنة القطرية الدائمة لدعم القدس والتي تؤدى رسالتها القومية الخالدة في دعم صمود المواطنين ودعم المؤسسات والقطاعات المختلفة بالمدينة وخاصة القطاعين الصحي والتعليمي، كما ان احدا لا ينسى مبادرة سموه بإقامة وقفية القدس وهي عبارة عن برج مكون من 106 طوابق من أجل رصد ريع هذا البرج للمدينة المقدسة.

وبالامس دق سموه ناقوس الخطر بكل مسؤولية القيادة الوطنية، محذرا من ان (عروبة القدس في خطر داهم اليوم.. وأنها تذوب وتتلاشى)، وهو تحذير تتجسد معانيه وتتبدى ملامحه فى تلك الهجمة الاستيطانية الشرسة التى تتعرض لها هذه الايام المدينة ورموزها المقدسة.

وامام تلك الكارثة الانسانية التى تحدق بالمدينة وتنهش تاريخها العربى والاسلامى جاء اقتراح سمو الامير فى كلمته امام المؤتمر، والذى لقي كل ترحيب من المشاركين بالتوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يقضي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جميع الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل منذ احتلال عام 1967 بالقدس العربية بقصد طمس معالمها الإسلامية والعربية، وهو ما ينسجم مع قرارات عديدة سابقة لمجلس الأمن يدعو فيها إسرائيل للتراجع عن جميع الإجراءات التي اتخذتها لتهويد القدس.

وبذات المسؤولية القومية والحرص، دعا سموه القيادة الفلسطينية إلى انفاذ المصالحة وإعداد استراتيجية شاملة وموسعة للقطاعات المُختلفة والمشاريع التي تحتاجها مدينة القدس، مؤكدا استعداد قطر للمُشاركة بكل إمكاناتها في إنجاز هذه الاستراتيجية وتنفيذها.

 

 

الأكثر مشاركة