حماية الشعب السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يزال النظام السوري يمنَّع فريق الصليب الأحمر الدولي الموجود في حمص منذ ثلاثة أيام من الدخول إلى حي بابا عمرو وإدخال شاحنات المساعدات الإنسانية، التي تنتظر الإذن منذ الخميس لمساعدة سكان الحي، الذي شهد واحدة من أسوأ فصول القمع الذي واجهته الثورة السورية.

ويبدو أن نظام بشار الأسد يمضي إلى درجة مخيفة من الإجرام تحت غطاء الفيتو المزدوج من روسيا والصين اللتين تتحملان جزءا كبيرا من المسؤولية إزاء ما حدث للمدنيين في بابا عمرو الذين ظلوا لأسابيع تحت القصف دون ماء ولا كهرباء ولا غذاء.

ومع تصاعد الغضب الدولي، اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أن سوريا ترتكب "جريمة" بمنعها دخول المساعدة المخصصة للمدنيين.

كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ايضا أن "رفض" السماح بدخول المساعدة الإنسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من أعمال العنف في سوريا يدلّ على أن نظام بشار الأسد "أصبح مجرماً".

إن استهداف النظام الأسدي لشعبه ووحشيته تجاه المدنيين المحاصرين في المدن والبلدات الثائرة بات أمرا مفضوحا ومعلوما للكافة، غير أن تباطؤ المجتمع الدولي وعجزه عن توجيه رسالة حازمة وقوية وذات مردود عملي على الأرض، ساهم في استمرار هذا الوضع المأساوي الذي تعدى التعذيب والقتل المباشر وعمليات الإعدام خارج نطاق القانون إلى حرمان المدنيين والجرحى والنساء والأطفال من تلقي المساعدات.

لا مجال للتقاعس بعد الآن، فالتطورات الجارية على الأرض تبعث إشارات مخيفة للمصير الذي ينتظر المدنيين المعارضين للنظام السوري، وهو مصير يذكِّر العالم بالمذابح الرهيبة التي شهدتها من قبل رواندا وسربنيتشا.

لقد باتت الحاجة إلى تحرك دولي، كيفما كان شكله، مسألة ملحة وضرورية وبأسرع وقت ممكن لتجنيب المدنيين في سوريا المزيد من ويلات ومجازر النظام.

 إن روسيا والصين اصبحتا اليوم مطالبتين، أخلاقيا، بالكف عن توفير الحماية لهذا النظام الدموي والوقوف إلى جانب الجهود الإقليمية والدولية لتوفير الحماية التي يستحقها الشعب السوري.

 

 

Email