الحل السورى بيد النظام وحده

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمة تحركات سياسية وإنسانية مكثفة تشهدها الازمة السورية هذه الايام نأمل ان تثمر وتفضى الى تغيرات إيجابية فى مواقف النظام السورى ، تعيده الى صوت الحكمة والعقل، بدلا من الاستمرار فى عناده وتفضيله لصوت الرصاص ولغة الدمار والموت التى مازالت تفتك بالابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ ، فما احوجنا اليوم الى خطوة مسؤولة من القيادة السورية توقف نزيف الدم وتنفتح على المبادرات العربية وخاصة قرارات الجامعة العربية التى ما زالت حتى اللحظة تمسك (بشعرة معاوية) فى تعاملها مع النظام.

فبالامس اختتم مندوبو الجامعة العربية أعمال اجتماعهم التحضيري للوزاري العربي الذي تنطلق اعماله السبت المقبل، حيث أعدوا مشروعات القرارات التي يناقشها الوزاري. وقد رفع المندوبون الدائمون الملف السوري بكافة تطوراته إلى وزراء الخارجية العرب للبت فيه خلال اجتماع مجلس الجامعة.

 كما زار دمشق امس مبعوث صينى برسالة من الخارجية الصينية "تتعلق برؤية الصين ذات النقاط الست بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة بسوريا". ووسط هذا التحرك الدبلوماسى زارت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة — بعد طول انتظار — امس مدينة حمص وتجولت فى احياء المدينة وخاصة حي بابا عمر، الذى تعرض للقصف خلال الايام الماضية.

حيث فوجئ الوفد بأن معظم سكان الحى غادروه الى مناطق أخرى.
كما يلتقى غدا بالقاهرة كوفى عنان موفد الامم المتحدة والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ثم بعض وزراء الخارجية العرب الجمعة، قبل ان يتوجه السبت الى سوريا لبدء مهمته التى تستهدف بالاساس اقناع حكام دمشق بالتعاطى الايجابى مع القرارات العربية والدولية ولجم آلة الموت التى تحصد ارواح الابرياء، والسماح للوكالات الانسانية بممارسة مهامها والدخول الى المدن المتضررة لإيصال مساعداتها الى السكان.

وتأتى هذه التحركات الاقليمة والدولية فى وقت تتصاعد فيه الممارسات القمعية التى تشنها قوات النظام ضد المدن والبلدات المنتفضة، حيث سقط امس سبعة قتلى، كما واصلت القوات عمليات الدهم والاقتحامات في مناطق عدة، وسط تخوفات من عمليات واسعة النطاق على محافظة ادلب، وعليه فانه يحدونا الامل فى ان يتحلى حكام سوريا ببعض الحكمة والتعقل لوقف نزيف الدم الذى ازهق ارواح نحو 8500 قتيل، غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الازمة، ونتطلع الى ان يبدي قادة سوريا شيئا من المرونة باتخاذ اجراءات بناء ثقة على الارض بتنفيذ استحقاقات المبادرة العربية لمساعدة انفسهم على النجاة من بين انياب تلك الازمة.

 ويأتى فى مقدمة ذلك الاستماع الى رغبات الشعب السورى المتطلع نحو الحرية والطامح الى التغيير، ولذلك قال كلمته ممهورة بدماء الثوار. الحل اذن فى سوريا بيد النظام وحده وعليه ان يستجيب لإرادة شعبه والكف عن لغة الرصاص والدمار التى زادت من عزلة النظام وشوهت صورته امام المجتمع الدولى.

 زيارة كوفى عنان لسوريا بعد غد تمثل باعتقادنا فرصة تاريخية جديدة للاسد ومهربا له، فهل يغتنمها ام يهدرها — بعناده — كما فعل من قبل؟!

Email