التعاون الخليجي الأمريكي

منتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي الأمريكي الذي عقد في الرياض امس بمشاركة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية واخوانه وزراء خارجية دول مجلس التعاون عن الجانب الخليجي والسيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية عن الجانب الامريكي، هو خطوة متقدمة في تعزيز العلاقات الخليجية الامريكية التي تتسم بتاريخ طويل من التعاون المشترك والمثمر بين الجانبين.

وهذه الخطوة المشتركة لدول المجلس التي تأتي تنفيذا للتوجيهات الحكيمة التي اقرها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين دول مجلس التعاون والدول الصديقة والتكتلات الاقتصادية العالمية، ومد جسور التواصل والتعاون مع مختلف دول العالم، من شأنها ان تساهم في تعزيز السلام والامن والاستقرار والازدهار في المنطقة ومواجهة كل التهديدات والتحديات المحتملة.

لقد جاءت تأكيدات المشاركين في منتدى التعاون الاستراتيجي الذين ناقشوا التحديات الإقليمية التي تواجه منطقة الخليج، على أهمية احترام مبادئ السيادة والاستقلال والتسوية السلمية للنزاعات، لتبعث برسالة لكل الاطراف مفادها ضرورة المحافظة على تعزيز الامن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم والتي لا تحتمل مزيدا من التوتر.

ويبدو أن الاوضاع والتطورات المثيرة للقلق في سوريا، شكلت ايضا ابرز محاور المحادثات في المنتدى الخليجي الامريكي، خصوصا ان الجانبين يعملان على تنسيق مواقفهما قبيل مؤتمر اصدقاء سوريا الذي يلتئم اليوم في اسطنبول.

ومن الواضح انه وفي ظل استمرار النظام السوري في اعمال القتل والقمع رغم اعلان الرئيس بشار الاسد موافقته على مبادرة المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، فإن المشاركين في اجتماع اسطنبول اليوم امام تحد كبير لاتخاذ مواقف اكثر قوة وحزما مما سبق بهدف وقف الجرائم والمجازر التي ترتكب يوميا بحق الشعب السوري وتوفير ما يلزم من حماية له، ووضع حد لألاعيب ومراوغات النظام الذي قتل وشرد وعذب شعبه.