مجلس الأمن أمام مسؤولية أخلاقية

 تكتسب زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى الى جمهورية إيطاليا أهمية بالغة كونها تنطوي على أبعاد سياسية واقتصادية، الى جانب علاقات التعاون المشترك بين البلدين وقد تجلى ذلك في محادثات سموه مع البروفيسور ماريو مونتي رئيس الوزراء الايطالي، حيث تناولت المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين.

وبما ان الملف السوري يتصدر المستجدات الاقليمية والدولية، فقد اطلق سمو الامير في ختام المحادثات رسالة واضحة توقظ الضمير الاعلامي وتضع مجلس الامن امام مسؤولياته التاريخية والرسالة مفادها ان مجلس الامن اصبح امام ازمة اخلاقية بسبب عجزه عن وقف القتل في سوريا.

لقد لخص سمو الأمير في تصريحاته للاعلاميين في ايطاليا حقيقة الموقف السوري وعبر عنه أبلغ تعبير، حيث إن القتل مستمر والشعب السوري ينزف الدماء والشهداء والتضحيات، فيما الاجراءات العربية تتعطل والمبادرات الدولية تجهض بسبب استخدام الفيتو الروسي.

إن الوقائع الميدانية التي بلغتها مأساة الشعب السوري بعد مرور أكثر من 13 شهراً على انطلاق الثورة تؤكد أن قطر كانت السباقة بإطلاق المبادرات لإنقاذ الشعب السوري، وأبرزها كانت دعوة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الى إرسال قوات ردع عربية الى سوريا، اذ انه بدون تدخل عسكري عربي ستبقى دوامة العنف مستمرة، لكن المبادرة اصطدمت بموقف روسيا المتصلب والذي يبدو انه سيكون سببا لإجهاض مهمة المبعوث الدولي كوفي انان.

هذا الواقع المؤلم في المشهد السوري يحتم الخروج من دوامة العجز في مجلس الامن الى اطلاق موقف دولي بدعم الشعب السوري بالسلاح لكي ينتصر على جلاده وليس فقط ارسال المساعدات الانسانية، فمصير الشعب السوري لا يتوقف على الاغاثات والمساعدات الانسانية بل على دعمه من قبل المجتمع الدولي بالسلاح والعتاد وتمكينه ليخوض معركة الحرية وهو قادر على تحقيق هذا الانجاز

وفي هذا السياق جاءت زيارة سموه الى إيطاليا لبلورة موقف داعم للشعب السوري عبر عنه رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي، بالتأكيد على "التعاون الوثيق" بين إيطاليا وقطر حول المسألة السورية.


 

الأكثر مشاركة