قطر وأزمة سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ اندلاع الأزمة في سوريا قبل أكثر من عام، ظلت دولة قطر تعمل بكل جهدها لمساعدة سوريا في حل الأزمة؛ انطلاقا من حرصٍ كامل على سلامة سوريا كدولة محورية في منطقة حساسة، فضلا عن العلاقات التي تربط بين البلدين، حيث أجرى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، اتصالات عديدة مع القيادة السورية في الأيام الأولى للأزمة، وقدّم اقتراحات للمساعدة على التعامل بحكمة في حلِّ الأزمة، لكن الأمور مضت إلى مرحلة أصبح فيها على قطر أن تختار بين الشعب والنظام.

إن القيادة في سوريا بتجاهُلها لتطلعات شعبها واختيارها لطريق الحلِّ الأمني والعسكري في مواجهة الاحتجاجات والمظاهرات السلميّة، لم تترك للمبادرات القطرية أو العربية أو حتى الإقليمية والدولية، التي طرحت في أوّل أيام الأزمة، فرصة للمساعدة، بل إنها أدخلت نفسها في نفق مظلم بعدما أوغلت في القمع وسفك دماء المدنيين الأبرياء.

إن الاتهامات الباطلة التي يكرّرها نظام البعث الحاكم في سوريا كلّ يومٍ ضد قطر، ليست سوى محاولات بائسة ويائسة من هؤلاء لصرف أنظار المجتمع الدولي عن المجازر والجرائم الفظيعة التي يرتكبها بشار الأسد وأعوانه بحقّ الشعب السوري الشقيق.

 والمؤكد أن أي اتهامات يوجهها هذا النظام إلى أية جهة، لن تصرف أنظار العالم عن الإرهاب الذي تمارسه هذه الدولة بحق شعبها من قصف للأبرياء في مساكنهم والمصلّين في مساجدهم وكنائسهم بالدبابات وقذائف الهاون والمدافع والطائرات.

إن مواقف قطر تجاه سوريا مشهودة ولا تحتاج إلى بيان، وقد كانت وما تزال، تدعم وتنحاز
إلى تطلّعات الشعوب المشروعة، التي برزت خلال اندلاع الثورات والانتفاضات العربية أو ما بات يُعرف بـ "الربيع العربي". وقد ظلّت على الدوام تؤكّد مساندتها للشعب السوري ووحدته وسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، لكنها، وكما هو معلوم للكافة، لا تدعم قائداً يقتل ويسفك الدماء.

 

 

Email