معركة "الأمعاء الخاوية"

يخوض نحو 3000 أسير فلسطيني، ثلث الأسرى في سجون الاحتلال، إضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم الخامس عشر على التوالي، وهو الإضراب الذي يوجه رسالة إنسانية لأصحاب الضمائر الحية في العالم بضرورة لفت النظر إلى معاناة هؤلاء المعتقلين في ظروف تفتقر لأدنى مقومات الحياة، خصوصاً بعد أن أصبحت حياة الكثيرين منهم معرضة لخطر الموت تحت الابتزازات الصهيونية المتكررة للنيل من صمودهم.

هذا الإضراب سيكون مقدمة لما هو أعمق وأبلغ تأثيرا، فصمود الأمعاء الخاوية، ليس إلا مقدمة لمعركة وتحرك قد لاتدرك إسرائيل عواقبه وإن كانت تتوقعه. وقد حذر وزير الاسرى الفلسطيني عيسى قراقع أمس من عواقب وفاة اي اسير، وقال قراقع امام خيمة الاعتصام في مدينة نابلس حيث تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص تضامنا مع الاسرى "لا نقبل ان يعود اسرانا في توابيت من سجون الاحتلال". واضاف "اذا حصل مكروه لاي اسير، فان الانفجار لن يبقى داخل اسوار السجن وانما سيمتد للخارج". وكانت منظمة اطباء لحقوق الانسان الاسرائيلية قد ذكرت ان أسيرين من بين المعتقلين باتا معرضين لخطر الموت. ويحذر مسؤولون فلسطينيون من امكان انضمام نحو ألف أسير آخر الى الاضراب المفتوح عن الطعام في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

وبحسب ارقام صادرة عن وزارة الاسرى الفلسطينية، يوجد حاليا نحو 4700 اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية من بينهم 319 في الاعتقال الاداري. وبحسب القانون الاسرائيلي الموروث عن الانتداب البريطاني، بالامكان وضع المشتبه فيه قيد الاعتقال الاداري من دون توجيه الاتهام له لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد لفترة غير محددة زمنيا. وهو ما يمثل تطبيقا عمليا لقوانين مكافحة الارهاب التي تتيح لبعض البلدان اعتقال المشتبه بهم دون توجيه أي تهمة.

معركة الأمعاء الخاوية هذه قد تكون مقدمة لانتفاضة ثالثة، لوحت بها القوى الوطنية الفلسطينية، وهي انتفاضة مشروعة في وجه احتلال غاشم لايراعي أدنى معايير حقوق الانسان، ولا يقيم وزنا لأبسط التشريعات والقوانين الدولية الخاصة بالأسرى. انتفاضة تجد في "الربيع العربي" سندا ومحركا وظهيرا، في وجه الصلف والتعنت الاسرائيلي، فهل تعي الحكومة الاسرائيلية ذلك؟

 

 

الأكثر مشاركة