من الواضح أن من سعى لمحاولة اغتيال وزير الداخلية المصري كان يهدف إلى صب مزيد من الزيت على النار المشتعلة في مصر وإلى إغراق البلاد في حمام دم لا تستفيق منه.
 
إن الطريق لمواجهة من يحاول خلط الأوراق في مصر وقطع الطريق على مثل هذه المخططات الدنيئة أن تسارع الجهات المسؤولة إلى إجراء تحقيق نزيه وشفاف في محاولة الاغتيال، وإعلان نتائج هذا التحقيق للرأي العام المصري.
 
إن ما شهدته القاهرة يوم أمس يؤكد مرة أخرى أن الأمن والاستقرار في مصر مستهدفان من قبل أعداء مصر وشعبها وأن هناك من لا يريد للأوضاع أن تستقر لكي تبقى مصر ضعيفة وغير مؤثرة في محيطها.
 
لقد أدانت دولة قطر بشدة محاولة الاغتيال التي تعرض لها وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم وأكدت على لسان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية "أن هذا العمل الإجرامي الذي يتناقض مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية يشكل سابقة خطيرة". داعيا المصريين إلى التحلي بضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادهم التي تستدعي التوافق والتآزر والعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية، والابتعاد عن الثأر والانتقام وتصفية الحسابات، وحل أي خلاف سياسي بينهم بالحوار حفاظاً على أمن وسلامة واستقرار بلدهم وحماية لمواطنيهم ومجددا مواقف دولة قطر الثابتة بنبذ العنف بمختلف أشكاله وصوره أيّا كان مصدره.
 
إن إدانة جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية في مصر للحادث الإجرامي الذي تعرض له وزير الداخلية وتأكيدهما على سلمية تظاهراتهما واحتجاجاتهما ورفضهما حل الخلافات السياسية بالعنف يشير بما لا يحمل الشك أن الأيدي المتورطة في هذه الجريمة تهدف من ورائها إلى إراقة دماء لا يصح شرعاً إراقتها وفتح الباب أمام الصراع الدموي بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما يجب أن تتكاتف جميع الجهود لمنع حدوثه.
 
إن الأيدي التي تقتل وتفجر وتستغل الأزمة السياسية في البلاد لارتكاب مثل هذه الجرائم المدانة التي يذهب في الغالب ضحيتها الأبرياء لا تحمل الخير لمصر ولا للشعب المصري والواجب يقتضي من جميع القوى السياسية في البلاد السعي إلى تفويت الفرصة على أعداء مصر وأعداء الشعب المصري والسعي لحل الأزمة السياسية في البلاد بالحوار والبحث عن القواسم المشتركة لإخراج البلاد من أزمتها وتحقيق المصالحة الوطنية لتفويت الفرصة على المتربصين بمصر الذين يريدون جر البلاد إلى الهاوية.